غياب الدولة يحوّل عكار الى غابة!… أحمد الحسن

لم يعد خافيا على احد حجم الانهيار الذي وصل اليه لبنان، حيث تتفاقم الازمات على انواعها بدءً من ازمة المحروقات شبه المفقودة والادوية المقطوعة مرورا بالخبز وصولا الى المواد الغذائية المدعومة التي لم يستفد منها الا المدعومين، ما يدفع المواطنين الى خوض حروب لتامين مستلزمات معيشتهم وسط مخاوف من الفوضى والاشكالات التي بدأت تضرب بعض المناطق اللبنانية لا سيما في عكار التي تنتشر فيها طوابير الذل الطويلة التي غالبا ما تنتهي بحصد الارواح.

منذ بداية الازمات الحادة وعكار تعيش على فتات وفضلات ما يفيض عن حاجة المناطق المحظية، وسط غياب ملحوظ للدولة اللبنانية باجهزتها كافة، وعلى سبيل المثال كانت ازمة المحروقات الشاهد الاكبر على غياب الدولة الكلي عن عكار حيث غالونات البنزين والمازوت تنتشر على طرقات عكار و”على عينك يا تاجر” وتباع باسعار السوق السوداء وتتخطى سعرها الحقيقي فتمر دوريات وزارة الاقتصاد بمؤازرة امنية بجانبها من دون ان تراها او تحرك ساكنا تجاهها وكأنها غير موجودة.

اما محطات المحروقات التي تحتكر مخزونها اما للتهريب او لبيعه في السوق السوداء فينتظر المواطن بالساعات لتعبئة كميات قليلة، حيث تكثر الاشكالات على خلفية افضلية التعبئة واخرها كان داميا حيث قتل الشاب غيث المصري ابن صاحب محطة المصري في ببنين – عكار بطلق ناري.

بعيدا عن الازمات التي بدأت تنذر بالأسوأ تتجه الانظار نحو التفلت في انتشار السلاح بين ايادي المواطنين وخصوصا الشباب، حيث لا يكاد يمر يوم من دون وقوع اشكالات يتخللها اطلاق نار وسقوط قتلى وجرحى وذلك لاسباب اقل ما يمكن ان يقال فيها انها تافهة الامر الذي يجعل لبنان اشبه بغابة يحكمها الاقوى حيث الكل يأخذ حقه بيده.

تقول مصادر متابعة: ان السلطة وتياراتها السياسية هي المسؤولة عن كل هذه الفوضى، فبعد ايصال الناس الى الفقر والعوز، ضربوا هيبة القضاء فغابت المحاسبة، وفككوا مؤسسات الدولة، وأفقدوا الناس الامل بالمستقبل.

وتضيف المصادر: كانت عكار بالامس امام مشهدين خطيرين، الاول اطلاق النار الكثيف خلال تشييع احد المواطنين المنتسبين الى احد الاحزاب، والذي قضى عن طريق الخطأ اثناء مداهمة للجيش في الحصنية، والثاني الاشكال الدامي الذي سقط ضحيته الشاب غيث المصري والاشتباكات المسلحة التي اعقب الاشكال للاخذ بالثأر، وهذا يؤكد بحسب المصادر ان الفلتان اصبح واقعا، فأما ان تتدخل الدولة وتفرض هيبتها وسلطتها وتعاقب المرتكبين، او ان شريعة الغاب ستكون الحكم بين اللبنانيين.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal