أسبوع الحسم حكومياً: إحتمالات التفاؤل والتشاؤم متساوية؟… عبد الكافي الصمد

جنباً إلى جنب سار التفاؤل والتشاؤم في الأيّام والسّاعات الأخيرة بما يتعلق بمسألة إستطاعة الرئيس المكلّف سعد الحريري تذليل العقبات وتأليفه الحكومة المنتظرة، منذ تكليفه تشكيلها قبل نحو 7 أشهر ونصف، وسط إنطباعات وتلميحات أنّ هذا الأسبوع سيحمل في طيّاته، على الأرجح، حسماً لهذا الأمر، سلباً أم إيجاباً.

فمنذ أن طرح رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي مبادرته الأخيرة، في 24 أيّار الجاري، وتصوّره لتأليف حكومة من 24 وزيراً موزعة 8 + 8 + 8، أي ثمانية وزراء لفريق رئيس الجمهورية ميشال عون وحلفاؤه، وثمانية وزراء للحريري وحلفاؤه، و8 وزراء للثنائي الشيعي وحلفاؤهما، من دون حصول أي فريق على ثلث معطل، أي الثلث زائداً واحداً، دارت عجلة الإتصالات على نطاق واسع، على أمل أن تتمكن المبادرة الأخيرة من كسر الجمود وإخراج ملف الحكومة العالق من عنق الزجاجة.

وتزامن ذلك مع ترحيب مبدئي من جميع الأطراف بمبادرة برّي، داخلياً وخارجياً، تاركين الموافقة النهائية عليها إلى حين البحث في التفاصيل كافّة، ما رفع نسب التفاؤل بنجاحها، إلى درجة أنّ البعض ضرب موعداً اليوم أو غداً لزيارة الحريري قصر بعبدا والإلتقاء برئيس الجمهورية وتقديم تشكيلة حكومية جديدة له، بعد عودته من زيارته إلى الإمارات، على أن يخرج الدخان الأبيض من القصر الجمهوري إيذاناً بولادة الحكومة نهاية هذا الأسبوع على أبعد تقدير.

هذا التفاؤل بنت عليه مصادر سياسية مطلعة على المساعي الجارية لتذليل عقبات التاليف، وأفادت أمس أنّ الحريري على استعداد لزيارة بعبدا وتقديم تشكيلة جديدة لدى وصوله إلى لبنان، كما أنّ عون ينتظره ليلاقيه في منتصف الطريق، لافتة إلى أن الحل المطروح لتسمية وزيري الداخلية والعدل لم يبدأ بحثه طالما الحريري لم يعط موافقته بعد على صيغة الـ 24 وزيراً، موضحة أنّه إذا صحّت بعض المعطيات المتفائلة، فالحكومة قد تبصر النور قريباً.

غير أنّ الجو المتفائل إصطدم بجو آخر متشائم، رسم صورة سوداوية لمصير تأليف الحكومة، وأنّ كلّ ما يحكى ليس سوى ذرّاً للرماد في العيون، ما دفع مصادر سياسية مواكبة إلى إبداء مخاوفها من أن تكون تداعيات إحباط هذا التفاؤل كبيرة، وأنّه إذا لم تتشكل الحكومة هذا الأسبوع فإنّها قد لا تتشكل أبداً في المستقبل القريب.

واستند المتشائمون في رؤيتهم هذه إلى أنّ الحريري لا يستطيع تأليف حكومة لا توافق عليها السّعودية، وهي حتى الآن ما تزال على قطيعة معه منذ أكثر من 3 سنوات، كما أنّ الشّائعات حول توقيفه في الإمارات أحدثت بلبلة، وأعطت إشارات غير مطمئنة ولو كانت غير صحيحة، إضافة إلى أنّه توجّه من الإمارات نحو فرنسا وليس إلى لبنان كما كان مقرّراً، ما ترك إنطباعا أنّ الأمور ما تزال في مربّعها الأول، ولم يحدث أيّ تقدم، خصوصاً بعد تغريدة لافتة للحريري أمس تقول: “يسعد صباحكم بالخير، كيفكم اليوم”، ما أثار تساؤلات عدّة حول مغزاها وأهدافها.

وبانتظار جلاء الأمور، يبدو أن الخيارات تضيق أمام الحريري، فهو إن لم يؤلف الحكومة قريباً، فلن يبقى أمامه سوى الإعتذار وتسمية شخصية مقرّبة منه لهذه المهمّة، وهو إخراج لم يتبلور بعد؛ أو الإعتذار وعدم تسمية أحد مع ما يحمل ذلك من تداعيات بالغة الخطورة، وترك البلد في مهبّ الريح.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal