في كل معركة هناك جنود يعملون بجد من اجل الانتصار، منهم من هو مجهول ومنهم من يتقدم الصفوف ويحصد القيادة، الى اخرين يضحون بأنفسهم من دون تردد في مواجهة العدو المفترض.
هذا التكتيك الحربي ينطبق ايضاً على المعركة المخاضة اليوم ضد فيروس كورونا المستجد، فالبعض يعمل بصمت الى اخرين يقودون ويتخذون القرارات المصيرية الى من هم على تماس مباشر مع هذا الوباء الفتاك من دون أن يدخل الخوف الى قلوبهم.
في زغرتا ومنذ الحالة الاولى التي ظهرت في القضاء شمر العديد من الاهالي عن سواعدهم وتطوعوا جماعات او افراداً لمواجهة الفيروس فتشكلت خليات ازمات في البلدات مرادفة لخلية الازمة على مستوى القضاء، وبرزت اسماء تعمل ليلاً نهاراً لمنع تفشي هذا الفيروس العنيد.
اطباء، مسعفون، عاملون في الحقل الطبي، مجتمع اهلي، جمعيات تعاضدوا وبدأت الخطوات تأخذ طريقها للحد من انتشار كورونا، خطوات لم يتطوع اصحابها بهدف الشهرة بل غايتهم العمل الانساني، فمن الأطباء رالف سعادة، يوسف دويهي الى فادي فنيانوس وخليل المصري الى بيار يمين ومروان العلماوي وابراهيم المقدسي وايلي فرنجيه وغيرهم كثر من ابناء المنطقة شكلوا خط الدفاع الاول، ومثلهم مسعفون وعاملون بالخطوط الامامية كالمتطوع في الصليب الاحمر اللبناني جورج زخيا الدويهي الذي لم يوفر جهداً في هذا الإطار الى الناشط زياد بو صالح الدويهي الذي كان ينقل مرضى كورونا بسيارته لاجراء فحوصات الـpcr في مستشفى رفيق الحريري في بيروت قبل ان يبدأ اجراء الفحوصات في المناطق حيث لمع اسم الممرض جاك مرقص الدويهي في هذا المجال، اذ يجري يومياً نحو مئة فحص سواء عبر عمله في مستشفى اهدن الحكومي او عبر خلية الازمة في اتحاد بلديات قضاء زغرتا، ومن هنا اطلق عليه لقب ملك الـ pcr
ويقول الدويهي في دردشة مع “سفير الشمال”: إنه لم يكن هناك من خيار اخر فيجب مواجهة الفيروس واجراء الفحوصات للحد من انتشاره، مؤكدا أنه لم يعرف الخوف يوماً، كاشفاً أنه يتخذ الاجراءات والتدابير الوقائية اللازمة وهي حمته حتى الساعة من التقاط الفيروس، موضحاً أنه في اليوم الواحد يجول تقريباً على معظم بلدات القضاء.
يؤكد جاك أنه يتلقى على مدار الساعة عشرات الاتصالات، موضحاً أن بعضها تأتي ايضاً من خارج القضاء وهو لا يتردد ابدا في التلبية، معتبراً أن ذلك واجب عليه “فهناك اناس لا يمكنهم ترك منازلهم كما هناك حالات خاصة لا تخبذ التوجه الى المستشفيات لاسباب عدة لذا لا اتردد بالذهاب لعندهم وان كانت إمكانية التقاط العدوى تصبح نسبتها اكبر”، معتبراً أنه يقوم برسالة ومؤكداً أنه ليس سوى جندياً من جنود المعركة ضد كورونا وأن اكثر ما يبهجه أن تأتي نتيجة الفحص سلبية.
وعن كونه اكثر عرضة لالتقاط الفيروس يؤكد أن هذا الاحتمال وارد ولكنه يسلم امره للعناية الالهية وللإجراءات الوقائية التي يلتزم بها حفاظاً على نفسه وعلى نفس من يخضع للفحص.
وعن التخوف من نقل العدوى الى عائلته، يتساءل: ألا نتعرض ايضاً في حياتنا اليومية لالتقاط العدوى فهل يجب علينا التزام منازلنا ورفض القيام بعملنا وواجبنا المهني؟، كاشفاً أنه يأخذ اقصى درجات الحيطة والحذر لعدم نقل العدوى الى عائلته، مؤكداً أن هناك وظائف تفرض على اصحابها المواجهة ولكنه اختار أن يواجه ويساعد بكامل ارادته.
ملك الـpcr في زغرتا كما لقبه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكنه أن يحصي عدد الفحوصات التي اجراها حتى الساعة ولكنه يؤكد انه مستمر باجرائها وصولاً الى صفر حالات في القضاء حيث عندها بامكانه العودة الى حياته الطبيعية.
مواضيع ذات صلة: