البطاقة التمويلية.. بين النعمة والنقمة!… حسناء سعادة

يبدو جدياً، ان القافلة تسير ولا يسع الشعب الا العويل والصراخ على الحالة التي اوصله اليها القيمون على بلدهم، حيث قافلة الاجراءات والقرارات غير المدروسة تسير ″على ما يقدر الله″، وحيث هناك من يجرف سفينة لبنان الى قاع القاع ويجرفنا معه اخذاً في طريقه كل ما تميز به هذا الوطن الصغير طوال تاريخه، قاطعاً الشريان الاساسي الذي يرفد البلد بأوكسيجينه المتمثل بالطبقة المتوسطة التي شكلت على مر الزمن مصدر الازدهار الاقتصادي.

قرارات وسياسات خاطئة ادت الى فقدان لبنان رأسماله البشري والحبل على الجرار وصولا الى افراغ البلد من شبابه وجعله عجوزاً لا حول له ولا قوة.

كيف تقررت سياسة الدعم ومن قرر ترشيده اليوم وعلى اي اساس وماذا سيشمل؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا الكم من الهدر الذي كبد لبنان خسائر بمليارات الدولارات؟.

كيف تم القاء القبض على اموال المودعين في المصارف ولم يقبض على اي فاسد هرب امواله الى الخارج؟ ومن سمح بمد اليد الى الاحتياط الالزامي؟

ومن اوصل الناس كي تقف طوابير امام محطات الوقود والصيدليات، تشحد باموالها القليلة المتبقية، بعض ليترات من البنزين وكم علبة دواء؟.

هل سنصل الى وقت يصبح فيه الحصول على اللحوم والدواجن ترفاً؟ وهل سنموت على ابواب المستشفيات بفعل نقص المستلزمات الطبية؟.

اسئلة باتت الخبز اليومي لاحاديث المواطنين الموجوعين والموعودين اليوم بالبطاقة التمويلية علها تخفف من هذا الوجع، ولكن الخوف كل الخوف من ان تزيد هذه البطاقة وجعهم وجعاً عبر الاستنسابية بتوزيعها لاسيما انها لن تشمل جميع العائلات بل نحو 750 ألف اسرة وعبر ارتفاع لا سقف له لاسعار السلع ما يفقد البطاقة قيمتها.

مع توقيع رئيس الجمهورية بالأمس للمرسوم الذي يحمل الرقم 7797 القاضي بإحالة مشروع قانون معجل الى مجلس النواب يرمي الى اقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد اضافي استثنائي لتمويلها، بدأت التساؤلات حول من اين سيكون التمويل وكيف؟ من هي العائلات التي ستحصل على البطاقة؟، وكيف لبقية العائلات غير الحاصلة عليها ان تؤمن قوتها في ظل الغلاء الفاحش الذي سيرافق رفع الدعم؟ وهل يجوز ان تتلقى 750 ألف عائلة مساعدة مادية وتبقى آلاف العائلات متروكة لمصيرها؟، ما يجعل هذه البطاقة تتأرجح بين النعمة لمن يحصل عليها والنقمة على من يحرم منها.

اسئلة كثيرة وخطيرة في بلد لا يُحاسب فيه احد على ما يقترفه من اخطاء وخطايا بحق شعب بأكمله وتتكاثر فيه الازمات والويلات في غياب اي خطة انقاذية من شأنها اقله وضع حد للانهيار السريع الذي يطال كافة مفاصل الحياة في هذا البلد.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal