مجد لبنان.. والجنازة الآخرى؟… مرسال الترس

مرة جديدة ″يهتز″ مجد لبنان في بكركي، والسبب التساهل في العادات والتقاليد، الى حدٍ بات مضرب مثل بين أبناء الطائفة المارونية، ليس في لبنان فحسب وإنما في كل بلدان الاغتراب  والذين كان معظمهم على قناعة بأن مجد هذا الوطن الصغير قد أعطي لمرجعيتهم الدينية، من منطلق أن احد بطاركتهم وهو البطريرك الياس الحويك كانت له اليد الطولى في رسم خريطة لبنان الكبير الذي أعلنه المفوض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو في العام 1920.

وكما تشير العديد من المراجع الدينية، فان أصل العبارة يعود الى نبؤة من سفر النبي آشعيا الذي تنبأ بولادة السيد المسيح من عذراء قبل سبعمئة عام على تلك الولادة حيث جاء فيها حرفياً: مجد لبنان اعطي له، وبهاء الكرمل والشارون، فيرى كل بشر مجد الله وبهاء الرب الهنا. وذلك واضح أن مجد لبنان اعطي له ، اي للسيد المسيح. وقد اعتمدت البطريركية المارونية هذه العبارة كشعار لها، وذلك للمزاوجة بين القيم المسيحية والوطنية في الحرية والكرامة الانسانية المجسدة في السيادة والوحدة بين الشعب على اختلاف تنوعه، حيث اعتُبر لبنان بلد الرسالة المنبثقة عن تعاليم السيد المسيح الانسانية المشّعة من فضائل التواضع والخدمة والتضحية. وما زالت هذه العبارة تتردد برغم اعتراضات عدة من جهات مختلفة حولها.

وفي السير الذاتية للبطاركة الموارنة يُلاحظ أن البطريرك إسطفان الدويهي اعتبره بعض المؤرخين الأب الثاني للطائفة المارونية الكاثوليكية، إذ أنّه هو من جمع وحافظ على التراث الروحي لها. والبطريرك دانيال الحدشيتي استشهد دفاعاً عن ابنائه في جبل لبنان، في حين أن البطريرك أنطون عريضة قد رهن صليبه وخاتمه لإطعام جياع الحرب العالمية الأولى، وعمل على استكمال استقلال لبنان بجلاء الجيوش الأجنبية سنة 1943. أما البطريرك بولس بطرس المعوشي فقد قال فيه الباحثون أن: مجد لبنان والعرب والشرق قد أعطي له. ولذلك كله كان البطاركة الموارنة يمهرون تواقيعهم بكلمة الحقير.

ولكن الواضح للعيان أن المجد بات في ناحية والوقائع المؤلمة في ناحية مناقضة، فالاهتزاز اللافت لهذا المجد حصل في زيارة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي الى مؤسسة تجارية كائنة في بلدة ضهر العين – قضاء الكورة  اواخر ايلول 2016، والتي شكلت مفاجئة صادمة لابناء الطائفة الذين كان يدور في خلدهم ان البطريرك الماروني يُزار ولا يزور  ومن هذه الزاوية أعترض أحد جهابذة الطائفة بشدة على زيارة سيد بكركي الى الرئيس نبيه بري في عين التينة عام 2014 من منطلق أن سيد الصرح لا يَستثني من الزيارات الاّ مقر رئاسة الجمهورية!

 والاهتزاز الآخر الموجع لذاك المجد جاء منذ أيام تحت اغصان أرز الرب في بشري عندما تعرض بطريرك الموارنة أثناء مشاركته في افتتاح مهرجانات الارز لقلة تهذيب مباشرة من أحد مدعّي الفن والاضحاك.

في كانون الثاني عام 1975 كتب المؤرخ الأب ميشال الحايك بعد وفاة البطريرك المعوشي التالي:إن أي بطريرك ماروني جديد سيجيء، ليرأس إمّا مأتم المارونية وإمّا ميلادها في العصر. منه سيكون البدء الماروني أو على يده النهاية. المهم اليوم الاقتراع وغداً الاختراع، وإلا فقد انتهت جنازة لتبدأ أخرى!


مواضيع ذات صلة:

  1. ديكا القوات والكتائب يتصارعان في زاوية الساحة!… مرسال الترس

  2. سليمان فرنجيه.. السهل الممتنع!… مرسال الترس

  3. سباق التسلح اللبناني ينافس العالمي!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal