ديكا القوات والكتائب يتصارعان في زاوية الساحة!… مرسال الترس

″الناس بالناس والقطة بالنفاس″. هذا ما جاء في المثل الشعبي، عندما يخترع متنافسان معركة جانبية في خضم حرب قد تتحول الى كونية.

ففي ظل وضع أقليمي ودولي ضاغط قد ينفجر عند أي خطأ تقني أو عربدة في غير محلها، وفي ظل أزمة أمنية ـ سياسية طارئة في منطقة الشوف كادت أن تعيد البلد الى أجواء لم يصدق المواطنون أنه خرج منها من الصراعات الطائفية والمذهبية، وفي ظل أزمة أقتصادية ومالية تدفع بلبنان الى شفير الافلاس والهاوية كما يحذر معظم أهل الاختصاص.. توقف اللبنانيون ولاسيما المسيحيون منهم بسخرية عند المواقف، والردود، والردود المضادة بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية حول مسائل ظن الكثيرون أن الطرفين قد وضعاها خلف ظهريهما ولكنهما عكسا أنهما يعيشان في قوقعة لن يستطيعا الخروج منها.

فرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أدلى بحديث صحافي مسهب منتصف هذا الاسبوع تناول فيه العلاقة مع حزب القوات اللبنانية التي أنبرت عبر دائرتها الاعلامية للرد عليه بحدة، الامر الذي دفع الدائرة الاعلامية في حزب الكتائب الى استنباط رد على الرد..

المواقف والردود تناولت العلاقة التاريخية بين الحزبين من زاوية أن الجميل يناصب القوات العداء وكأنها هي التي انتزعت الزعامة منه. وهذا أمر واقع تابعه الجميع منذ ولادة القوات من رحم الكتائب أواخر سبعينيات القرن الماضي وعندما كان المقاتل سمير جعجع يرتدي البزة الكتائبية كأقرانه، وجميع اللبنانيين تابعوا حجم الصراعات التي دارت بين الطرفين بعد غياب رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل عن أنظار مريديه. فلماذا العودة الآن الى نكئ الجراح من الطرفين وما هو السقف المطلوب؟..

المواقف والردود تطرقت الى إتهام كل طرف للآخر بـ خيانة القضية والاشتراك مع حزب الله في حكومة واحدة. وجميع اللبنانيين وقفوا متفرجين على الصراعات (التي كادت تتحول الى إلغائية) بين أطراف ما كان يسمى بالرابع عشر من آذار، ليس بسبب هذه القضية وانما لاسباب احياناً وجودية وأخرى مالية وثالثة تنظيمية وما يشابهها. في حين كانوا جميعاً يتذابحون على من يريد أن يأخذ الجبنة الأكبر في هذه الحكومة أو تلك..

المواقف والردود تطرقت أيضا، الى مسألة الاستسلام او نقيضها من الجانبين. فجميع اللبنانيين لن ينسوا إطلاقاً التناقضات لديهما في هذا المجال ابتداء من فترة الوجود السوري في لبنان حيث ينتظر المراقبون امكانية وجود ويكيلكس تلفزيونية عن مقر عنجر او ما وازاه أو شابهه ليرى المواطنون وجوه الوافدين علناً وسراً… وصولاً الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وما رافقه من اتفاقات معلنة او مخفية، على حساب كل المسيحيين!..   

أما من سيحقق بين القوات والكتائب أكثر في أية انتخابات مقبلة، فالجميع يدرك أن المال والخدمات هما العصب الاساسي في مثل هذه المجالات. وكم تبجح الطرفان عن تحقيق نقاط قوية في انتخابات هذه الجامعة او تلك وظل مردودها في ما يطلقانه او يصدقانه عبر وسائل اعلامهما فقط.

لا شك في أن القوات والكتائب يتصارعات في زاوية ضيقة من الساحة، ولا أحد يشعر بهما، لأن أهداف كل منهما مكشوفة وضيقة الأفق ولا تعدو سعي كل منهما لالغاء الآخر وهذا ما يفرح الاعداء والمنافسين.

يقول بعض المتابعين: إن الكتائب والقوات يستنزفان محازبيهما، ثم كيف يمكن ان يتقاربا ويبقيا أخوة وهما على ما هما عليه من تحريض واستفزاز في اصغر المناسبات واكبرها؟. ويلفت هؤلاء الى أنه بدل الاحاديث المتكررة عن الحقد والتوتر والاحجام والأرقام، فليدخل الطرفان في مقارنه حجم كل منهما، بمن يتصارع على منطقة الشرق الاوسط اقليميا ودوليا علهما يدركان الحقائق التي لا تحتاج الى تأويل أو تفسير.  


مواضيع ذات صلة:

  1. سليمان فرنجيه.. السهل الممتنع!… مرسال الترس

  2. سباق التسلح اللبناني ينافس العالمي!… مرسال الترس

  3. هل إنسحب زمن ″قلة الوفاء″ على التيار البرتقالي؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal