سيناريو غزة يعيد نفسه في لبنان.. نتنياهو يماطل والحل بفرط القوة!.. غسان ريفي

يبدو أن سيناريو التفاوض لوقف الحرب على غزة، يعيد نفسه مع لبنان الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي تدميري، خصوصا في ظل الدجل الصهيوني المتمثل برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يخوض حربا شخصية يطمح من خلالها للحفاظ على مستقبله السياسي والبقاء في سدة الحكم وهزيمة معارضيه في الداخل والتي ربما تتقدم لديه على هزيمة حماس في غزة وحزب الله في لبنان. 

وقف نتنياهو في وجه الاتفاق الأميركي الفرنسي المدعوم دوليا وعربيا بشأن هدنة مؤقتة لثلاثة أسابيع مع لبنان، وتحدى كل العالم الذي ضاق ذرعا بحربه التي لم تحقق أهدافها وباتت من دون أفق، ما يعرّض كثير من الدول للإحراج أمام شعوبها الغاضبة من إستمرار هذا القتل المجاني والداعية عبر تحركات احتجاجية يومية واسبوعية لوقف كل أشكال الحرب..

يُدرك نتنياهو أن لديه مساحة واسعة للمناورة والتسويف، وأن ما لم تستطع أميركا فرضه عليه في غزة، لن تستطيع إلزامه به في لبنان، خصوصا أن عمر الادارة الأميركية الذي لا يزيد عن أربعين يوما لا يسمح لها بفرض أية إملاءات على نتنياهو، بل على العكس فإن المرشحيّن الديمقراطي والجمهوري يسعيان لخطب ودّ اللوبي الصهيوني لاستمالته في الانتخابات الرئاسية. يحاول نتنياهو الاستفادة من هذا الواقع الأميركي والبناء عليه، سواء لجهة طلب المساعدات الدورية، حيث صرفت الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين ما يقارب تسعة مليارات دولار لاسرائيل ما سيساعدها على إستكمال حربها على غزة ولبنان، أو لجهة تحكّم نتنياهو في ميزان الانتخابات الأميركية، وبات واضحا أنه لا يريد إعطاء الرئيس جو بايدن انتصارا دبلوماسيا يستخدمه لترجيح كفته الانتخابية في وجه صديقه الرئيس السابق دونالد ترامب.

واللافت، أن نتنياهو يحاول تجميع عددا من النقاط الايجابية في عدوانه على لبنان بدءا من إغتيال قادة وكوادر المقاومة، مرورا بمجزرتيّ البايجر والأجهزة اللاسلكية وصولا الى إستهداف المدنيين تحت غطاء ضرب مراكز ومخازن أسلحة لحزب الله، لتقديمها كإنجاز للمجتمع الاسرائيلي بدلا عن الأهداف الضائعة في غزة، فضلا عن إقتناع نتنياهو بمعادلة التهجير بالتهجير، وأن عودة المستوطنين الى منطقة شمال فلسطين المحتلة يقابلها عودة أبناء الجنوب اللبناني، وبأنه قادر على ممارسة الضغط على المقاومة وفرض فصل جبهة لبنان عن غزة وتراجع المقاومين الى شمال الليطاني.

لذلك، فإن رئيس حكومة الاحتلال غير مستعجل على وقف إطلاق النار طالما أن بنك أهدافه في لبنان لم ينته بعد، وطالما أنه قادر على تجيير ما يقوم به الى المجتمع الاسرائيلي لتحسين صورته التي شوهتها الاخفاقات المتتالية.

أمام هذا الواقع، تبدو المساعي الدبلوماسية الجارية في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن واللقاءات الجانبية من دون أفق حتى الآن، خصوصا أن نتنياهو يكذب ويماطل من أجل كسب المزيد من الوقت، في حين أن التطورات الميدانية وحدها قادرة على تبديل المشهد، خصوصا أن الصاروخ الباليستي “قادر ١”الذي أطلقته المقاومة على مقر الموساد في ضاحية تل أبيب قد حرك المياه الدولية الراكدة، كما أن الصاروخ اليمني على تل أبيب صباحا وإستهداف المقاومة لميناء حيفا اليوم، وتفعيل القوة الصاروخية باتجاه العمق الاسرائيلي من لبنان خلال الساعات المقبلة قد يكون له تأثير كبير في الضغط على نتنياهو المتواجد في نيويورك للقبول بالهدنة، خصوصا أنه بعد سلسلة من التجارب الفاشلة لم يعد لدى المقاومة سوى إستخدام فرط القوة التي لا تفهم إسرائيل سواها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal