المطلوب صحوة ضمير نيابية.. ما جديد الملف الرئاسي؟!… ديانا غسطين

يستمر شد الحبال بين الشعب والسلطة في سبيل تأمين ادنى مقومات الحياة الكريمة، فيما طريق القصر الجمهوري لا تزال معبّدة بالعقبات الداخلية والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، لا سيما مع استمرار التيار الوطني الحر بالتعطيل وعرقلة الحلول.
لقد بات معلوماً لدى الجميع ان أي رئيس سيُنتخب امامه مهمة تقتضي بإعادة لبنان الى الحضن العربي، الامر الذي يفترض بادئ ذي بدء تصحيح مسار العلاقة مع المملكة العربية السعودية. اضف الى ان ملفات شائكة أخرى تنتظر وصول الرئيس العتيد الى بعبدا لتسلك طريقها نحو الحل، اكثرها ضرورة:
– إعادة النازحين السوريين الى بلادهم.
– إعادة أموال المودعين.
– إيجاد خطة اقتصادية تنتشل البلاد من ازمتها العقيمة.
فما جديد الملف الرئاسي؟
داخلياً، مما لا شك فيه ان ارتفاع حظوظ وصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة  وفق ما سرّب من معلومات في اليومين الماضيين، ليست مجرد كلام يتداول. فالرجل الثابت على مواقفه منذ انخراطه في العمل السياسي، يقارب الملفات الكبيرة بدقة وشفافية. وهو، من حيث المواصفات، الأقرب الى ما اتفق عليه ممثلو اللقاء الخماسي في باريس، وعادوا وابلغوه لكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
فإبن البيت الزغرتاوي العريق العربي والعروبي، يدرك جيداً أهمية دعم الاشقاء العرب للبنان، والرجل الذي لطالما ردد عبارة “لم نكن يومًا خارج الطائف ونحن جزء منه”، الاكيد انه لن يألو جهداً لإعادة العلاقة مع دول الخليج الى طريقها الصحيح.
الى ذلك، يدرك الخصوم قبل الحلفاء ان فرنجيه قادر بفضل علاقته المتينة بالرئيس السوري بشار الأسد، اقناع الأخير بضرورة التعاون من اجل إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بما يضمن امنهم وكرامتهم.
وفي سياق متصل، يدرك زعيم المرده ان حلفاءه ليسوا بوارد التخلي عنه، وان طلبوا منه التريث في اعلان ترشيحه. كيف لا وهو الوحيد الذي ينطبق عليه كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها”.
من جهة ثانية، تشخص الأنظار نحو التطورات الإيجابية التي بدأت تحيط بالملفين الإيراني – السعودي والإيراني – الأميركي وسط معلومات عن وساطة عمانية لاعادة المفاوضات في الملف النووي الى طاولة البحث، كما عن قرب إيجاد خواتيم سعيدة للملف اليمني. الأكيد انها ستنعكس ايجاباً على حلحلة الوضع السياسي اللبناني، خاصة وان بلد الأرز لطالما اثرت فيه وعليه انعكاسات المشهد الإقليمي.
اذاً، فيما تترقب مختلف الدول العربية والغربية كيف سيكون أداء الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية لتبني على الشيء مقتضاه، يبقى الرهان على صحوة ضمير لدى النواب توصل المرشح الأكثر انفتاحاً وقبولاً من الجميع الى قصر بعبدا فينهض لبنان من كبوته الاقتصادية ويعود الى “زمن العز”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal