تناقض المواقف المسيحية تزيد من تعقيدات المشهد السياسي!… ديانا غسطين

على وقع التناقض حول الوضع الاقتصادي وإعادة أموال المودعين، والذي ظهر جلياً في تصريحات كل من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ونائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، تستمرّ الإضرابات في شلّ الحياة العامة في البلاد.
ففيما يدخل إضراب الأساتذة في التعليم الرسمي بكافة مراحله اسبوعه السابع على التوالي، يستمرّ موظفو الإدارة العامة بالإضراب هم ايضاً احتجاجاً على عدم تحسين رواتبهم وغلاء الأسعار المرتبط بالارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
الى ذلك، لا تزال جمعية المصارف مستمرة بإضرابها وسط تهديدات من جمعية المودعين بالتصعيد حتى استعادة ودائعهم. وفيما لا يزال غير واضح ما اذا كانت اية إجراءات ستتخذ للجم تدهور سعر صرف الليرة ومدى فعاليتها، تبقى المراوحة سيدة الموقف سياسياً.
خرق واحد سجله رئيس التيار الوطني الحر قبل أيام، حينما اعلن بطريقة غير مباشرة فك التحالف مع حزب الله. ورشحت معلومات عن ان امين عام الحزب السيد حسن نصرالله قد رفض عبر مسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا، لقاء باسيل خاصة وانه لا تغير في موقفه من الموضوع الرئاسي.
وحول انتهاء العلاقة مع باسيل، تجزم مصادر مقربة من حزب الله انه “لا يمكن لنا ان نعطي باسيل كل ما يريده، فهناك شركاء آخرين في البلد لكل منهم حيثيته”.
وتضيف “فضه التحالف مع التيار الوطني الحر لا يعني انتهاء العلاقة الاستراتيجية. ورغم اننا لا نريد فكه على الاطلاق ونتمنى الإبقاء عليه ولو بحدوده الدنيا، الا انه اذا أراد النائب باسيل “الطلاق” فهو حر”.
وفي سياق متصل، يبدو ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قد وجد ان جمع المكونات المسيحية لحوار حول الملف الرئاسي في بكركي لن يجدي نفعاً، فاستعاض عنه بإيفاد المطارنة للقاء هذه الشخصيات والوقوف على رأيها قبل ان يعلن موقفه النهائي من الملف.
وعليه، يبدو ان التشرذم المسيحي في المواقف ومحاولات “وضع العصي في الدواليب” من قبل مختلف الأطراف لعرقلة بعضها البعض، تفاقم التأزم وتزيد من تعقيدات الوضع السياسي القائم. في وقت يبدو رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، الوحيد الذي يعمل على تغليب لغة الحوار والانفتاح على الخطابات النارية وتبادل الاتهامات.
كل ذلك وسط معلومات تفيد بأن الثنائي الشيعي (امل وحزب الله) متمسكان بترشيح فرنجيه رغم انهما طلبا اليه التريث في اعلان هذا الترشيح الى ان تتوضّح الصورة نهائياً. وبحسب الحليفين فإن وصول رئيس تيار المرده الى سدة الرئاسة كفيل بحل العديد من الازمات في البلاد.
وفيما تراهن المصادر على تبدل في الموقفين الأميركي والسعودي قد يؤدي الى تسوية في القريب العاجل، تجزم بأنه لا مرشح لدى الثنائي الشيعي سوى سليمان فرنجيه.
والى ان يحين وقت استواء “الطبخة”، هل نكون امام سلة متكاملة يتم الاتفاق عليها ام اننا سنواجه معضلة تلو المعضلة؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal