يتساءل العديد من المراقبين عن أية خانة من الوصف يمكن وضع تصرفات بعض السياسيين والمرشحين الطارئين على الانتخابات في لبنان الذين يستغلون الآم الناس خدمة لمصالحهم (التي يمكن وصفها بالدنيئة) والتي لا تشبهها تصرفات أمثالهم في أسوأ الأنظمة التي تتصرف مع مواطنيها على انهم كائنات في خدمة أسيادهم فقط لاغير.
في تعريفات متشابهة يمكن وصفهم بالانتهازيين فما هو تعريف هؤلاء؟
(الانتهازيون أشخاص نالوا من الفشل نصيبهم، فالتجأوا إلى الآخرين كسلم يصعدونه، هم أشخاص يقومون بتحقيق مصالحهم على حساب مصلحة الآخر أو المصلحة العامة دون الأخذ بعين الاعتبار القيم والمبادئ الأخلاقية.
أولئك الذين يتسلقون أشلاء الآخرين ليصلوا إلى مبتغاهم، يجيدون فن المداهنة والتملق والمدح، مبدعون في رسم الخطط، لا مبدأ لديهم ولا فكرة يدافعون عنها، همهم الوحيد في الدنيا هو الاتكال على الآخرين والركوب على أكتافهم ليحققوا مآربهم، وحالما يحققون المبتغى يطلقون ساقهم للريح ولا يتبقى منهم شيئا إلا الذكرى والشعور بالحسرة وبعض من الشعور بالغباء).
فاذا كان هذا هو التعريف العام لهؤلاء الذين شاهدنا منهم العديد على هامش كارثة غرق الزورق قبالة شاطئ عاصمة الشمال ليل السبت الماضي!
فبماذا يمكن وصف أولئك الذين سارعوا فور سماع أخبار حصول الكارثة إلى مرفأ المدينة ليلتقطوا الصور (وربما بشكل السلفي المنتشر منذ سنوات) إلى جانب فرق الإنقاذ المنتظرة على انهم شديدو الإهتمام بما استجد من احداث؟
وبماذا يمكن وصف اقرانهم الذين وقفوا يشتمون اجهزة الدولة التي قام معظمها بدوره كاملاً وشاملاً وفق القدرات المتاحة له في هذه المرحلة الصعبة؟
ولعل أسوأ المشاهد التي عكستها تصرفات بعض أولئك السياسيين ومنهم من الذين يقول عنهم المثل “ما صار لهم بالقصر الاّ من مبارح العصر”، أو من الذين يحملون “ألوية التغيير” والنية بقلب الأمور رأساً على عقب منذ السابع عشر من تشرين الأول عام 2019 حين إنطلق الحراك الشعبي تحت شعارات قلب الموازين القائمة في السياسة اللبنانية!
فهل يمكن وضع هذه التصرفات في إطار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وإتخاذ إجراءات وقائية إزاءهم؟
ربما يوماً ما، حين نصبح مدركين حقاً لأهمية الكرامة والمساواة! فذلك الزورق الذي ابتلعه البحر ومعه العديد من الأرواح البريئة، اظهر بدون أن يدرك الوجه الحقيقي لبعض السياسيين والمرشحين الذين كان المتوقع منهم “أن يشيلوا الزير من البير”. فاذا باكثرية الشعب اللبناني يردد المثل القائل: “إفتكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمي”!
Related Posts