لا يزال التخبط يسود إدارة ملف المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي من اجل ترسيم الحدود البحرية جنوباً، لا سيما بعد إحالة رئيس الوفد المفاوض العميد الركن بسام ياسين الى التقاعد وعدم تعيين خلف له. اضافة الى استبعاد أعضاء الوفد عن المباحثات التي اجراها هوكشتاين مع الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش في زيارته الأخيرة الى لبنان.
اللافت في الامر ان فريق العهد يحاول احكام سيطرته على الملف خاصة بعد تراجع رئيس الجمهورية ميشال عون عن قراره بالتفاوض اعتباراً من الخط 29 واكتفائه بالخط 23 ما يعني تنازلاً عن حقوق لبنان في ثروته النفطية.
وفي السياق، لم تحمل رسالة هوكشتاين التي سلمتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا لرئيس الجمهورية الأسبوع الفائت أي جديد، فالوسيط المنحاز للعدو الإسرائيلي لا يزال مصرّاً على نهب حقوق اللبنانيين لصالح مشغِّليه، الامر الذي بدا جليّاً في عرضه غير البريء الذي تضمّن ترسيم الحدود وفق خط متعرّج على طول الخطّ 23 المحاذي للبلوكين 8 و9 اللبنانيين. ما يعني ان عملية الترسيم اذا ما حصلت وفق ما يرسمه الوسيط الاميركي ستكون غير عادلة وتصبّ في مصلحة العدو المحتلّ.
في حين ان المستشارين الذين يدرسون العرض الاميركي، قد وقعوا في شرك لعبة العدو الاسرائيلي المتمثلة في اضاعة الوقت الى ان يحين موعد بدء الانتاج في حقل كاريش.
من جهة اخرى، تشير المعلومات الى ان لبنان يتجه الى رفض العرض الاميركي الاخير بناء على توصية بعض مستشاري العهد علّهم يظهرون امام الرأي العام على صورة المنقذين الذين يحاولون الحفاظ على حقوق لبنان، الا ان الواقع مغاير لا سيما وان العدو قد حصل على كل ما كان يبتغيه من المفاوضات غير المباشرة على طبق من فضة.
اذاً، فيما يتنافس المسؤولون ومستشاريهم على حصد لقب البطولة الوطنية في الحفاظ على نفط لبنان في حدوده البحرية جنوباً، يحتفل العدو الاسرائيلي بقرب بدء إنتاج النفط في حقل كاريش. فهل يدرك اهل الحكم ان الحفاظ على سيادة وكرامة لبنان هو في تعديل المرسوم 6433 وايداعه الامم المتحدة ام ان بعض المناصب تبقى اهم من الوطن؟..
Related Posts