كيف سيتعامل لبنان مع بدء الحفر في حقل كاريش؟!… ديانا غسطين

اهلاً بكم في لالا لاند.. وكأنه كتب على الشعب اللبناني ان تستمرّ معاناته في تحصيل حقوقه على مختلف الجبهات الداخلية والخارجية.  

وفي وقت ينشغل فيه اللبنانيون في تأمين قوتهم اليومي، يُمعن بعض من في السلطة في الاذعان لرغبات الادارة الاميركية ومن خلفها العدو الصهيوني في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة جنوباً. 

بعد ابعاد الوفد المفاوض عن اجتماعات الترسيم، والتسويف في اصدار الرد الرسمي على آخر مقترحات الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، برز بالامس تطور جديد تمثل بدخول سفينة الحفر “Stena Ice Max” التي تعمل لصالح شركة “هاليبرتون” والتي تعاقدت معها انرجين اليونانية بتاريخ 11 آذار الجاري، الى المنطقة التي يفترض ان تكون متنازعاً عليها، تمهيداً لبدء الحفر واستخراج النفط من حقل كاريش. 

وعليه، بات لزاماً على لبنان التأكيد على رسالته الى الامم المتحدة بتاريخ 28 كانون الثاني المنصرم، مع التشديد على ان هذه منطقة متنازع عليها، وبالتالي توجيه انذار لشركة انرجين ومطالبتها بالتوقف الفوري عن العمل شمال الخط 29. 

ومن جهة ثانية، اشارت معلومات خاصة لـ”سفير الشمال” الى ان موضوع الحدود الجنوبية بات جزءاً من النزاع الاميركي ـ الروسي على احقية استخراج واستثمار الغاز في البحر المتوسط لا سيما مع إشتعال الحرب الروسية – الاوكرانية.

اذاً، وعلى ضوء ما سبق، فإن لبنان ليس ملزماً فقط برفض عرض هوكشتاين، بل هو معني بالتأكيد على احقيّته بالخط 29 وان يعلن وبشكل رسمي انه لن يقبل بأي مساحة اقل من الخط 23، ما يحوّل المنطقة الواقعة بين الخطين المذكورين الى منطقة نزاع وبالتالي تتوقف جميع اعمال الحفر فيها.

هي قضية قد تطول لتنتهي، وقد تكلف الوطن اثماناً غالية لتثمر زرعها. فهل يعي المسؤولون اهمية رفض عرض الوسيط الاميركي من اجل الحفاظ على حقوق شعب إئتمنهم على حياته وبلاده؟ ام انهم سيسرقون حقوقه في الغاز كما سرقوا جنى عمره من اجل مناصبهم؟..  


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal