شهد يوم أمس سلسلة ماراتونية من اللقاءات والتحركات الرسمية لمعالجة الازمة مع المملكة العربية السعودية، ومن المقرر ان يجري رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، على هامش مشاركته في قمة المناخ في غلاسكو في اسكوتلاندا، سلسلة من اللقاءات تتناول مؤازرة لبنان في هذه المرحلة الصعبة ودعم جهود الحكومة لحل الازمات التي يشهدها لبنان. كما ستتناول اللقاءات في جانب منها سبل احتواء الازمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
ونقلت وكالة “رويترز”في هذا السياق عن مصدر سياسي كبير ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين لمنع انهيار الحكومة وليس هناك مؤشرات الى الآن عن استقالة أي من الوزراء.
وكتبت” النهار”: شكلت بكركي محورا للقاءين بارزين بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يعتبر المرجعية السياسية لوزير الاعلام جورج قرداحي ولاحقا مع الوزير قرداحي. وساد الظن على نطاق واسع ان قرداحي سيعلن استقالته من بكركي ولكن ذلك لم يحصل بعد اللقاء الذي استمر نحو 45 دقيقة. وغادر قرداحي بكركي من دون الإدلاء باي تصريح فيما أفادت مصادر بكركي ان قرداحي اعرب عن عدم تمسكه باي منصب وزراي ودعاه الراعي الى تغليب مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى. وأكد الراعي خلال اللقاء موقفه المعروف من الحياد وعدم التعدي على أي شخص او دولة وضرورة حسن سير العلاقات مع الدول بما فيها العربية مؤكدا ان كل ما يسيء الى هذه العلاقات من أي جهة غير مقبول. وبدا واضحا ان البطريرك يدفع ضمنا نحو استقالة قرداحي.
وكتبت” الديار”: اذا كانت الخطوة السعودية قد شكلت تحديا خطيرا وجديدا امام الحكومة الا انها لم تهدد بقائها واستمرار عملها بعد ان تلقى الرئيس نجيب ميقاتي ليل اول امس جرعة دعم وغطاء متجدد من فرنسا بالتعاون والتضامن مع الادارة الاميركية وبعد ان اكد الاتحاد الاوروبي دعمه لاستمرار حكومته والمساعي لتجاوز الازمة الراهنة.
من هنا بدأت الاتصالات وفق مصادر مطلعة بشكل مكثف وعلى غير صعيد لاستنباط حل للازمة تحت سقف تهديد حكومة ميقاتي وديمومتها وتركز حول مخارج عديدة منها استقالة الوزير قرداحي طوعا دون اقالته وفتح ابواب التواصل بين لبنان والسعودية لبحث تنقية الاجواء وارساء العلاقات الطبيعية بين البلدين ومعالجة القضايا التي اثارتها الرياض.
واضافت المصادر ان الرئيس ميقاتي الموجود خارج لبنان للمشاركة في مؤتمر المناخ اجرى امس مزيدا من الاتصالات مع جهات عربية وغربية للمساعدة في تطويق الازمة مع الرياض ودول خليجية كما بقي على تواصل مستمر مع وزراء في حكومته لا سيما اعضاء خلية الازمة التي اجتمعت امس مطولا وشارك فيها القائم بالاعمال الاميركي في بيروت بناء على طلب اللجنة في اشارة واضحة الى الرغبة بمساعدة اميركية في ايجاد المخرج للازمة الناشئة.
ورغم ان اللجنة لم تنته الى حل ناجز الا ان الاجتماع اكد المؤكد وحسم ان الحكومة باقية ولن تستقيل وان الحلول المطروحة تدور حول معالجات اخرى تضمن استمرارية الحكومة وفتح الابواب للحوار مع الرياض لحل القضايا الاخرى التي ادت الى موقفها الاخير”.
وابدت مصادر سياسية متابعة خشيتها عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية من “أنّ عدم إيجاد مخارج للأزمة خلال الساعات الـ48 القادمة قد يضاعف من خطورة الوضع القائم، ما يسمح بدخول أطراف اخرى على خط زيادة التصعيد، ويؤدّي إلى شل عمل المؤسّسات بالكامل”.
Related Posts