الصحف الخليجية ترصد تداعيات الازمة مع السعودية

شكلت الازمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية المحور الابرز في متابعات الصحف الخليجية.

في هذا السياق كتبت “الشرق الأوسط” السعودية “أن مسؤولين لبنانيين باشروا اتصالات مع مسؤولين دوليين للتوسط مع دول مجلس التعاون الخليجي للخروج بـ«حلول» للأزمة. وقالت مصادر إن لبنان طلب مساعدة أميركية وفرنسية بهذا الخصوص، فيما أبلغت مصادر دبلوماسية عربية «الشرق الأوسط»، أن الدول الخليجية كانت واضحة في بياناتها حول المآخذ على الأداء اللبناني، خصوصاً أن تصريحات قرداحي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير”.

ونقلت عن مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن «الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني، وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها، ولا يذكي نارها على نحو ما حدث، وأوصل الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموماً، والخليجي خصوصاً».

اما “عكاظ السعودية” فقالت: خلية الأزمة أو لبنان الرسمي لم يتصرف على قدر ما تقتضيه المرحلة وحراجة الموقف، ولبنان مقبل إلى مزيد التغرّب عن العرب، وعن هويته رغم الأصوات التي غردت خارج سرب السلطة، ورفعت الصوت ونادت وطالبت بإقالة قرداحي وصولا إلى استقالة الحكومة، إلا أن مراقبا دبلوماسيا أجرى اتصالا بأحد هؤلاء السياسيين وقال له: دولتكم صماء، مسموعا، لا تندهوا، لبنان فقد جديا الغطاء والشرعية العربية.

اما صحيفة ” الرأي ” الكويتية فكتبت: في ظل ترقُّب المدى الذي ستبلغه «الغضبة» على لبنان الرسمي وإذا كانت القطيعة بلغت خط «اللا عودة» وهل ستتطوّر لتشمل فرْض عقوبات.

ورغم أن بيروت كانت في أجواء إمكان استقالة قرادحي بعد زيارته، مساء أمس، للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فإن مناخاتٍ سادت بأن السعودية بقرارها الحازم والذي لم يفاجئ إلا السلطات في بيروت رفعت «بطاقة حمراء» أبعد بكثير من أن تكون في وجه وزير، بقدر ما أنها جاءت بمثابة إعلان تدشين مرحلة جديدة من التعاطي مع الملف اللبناني كرّست طي صفحة «الفرص المتوالية»، التي مُنحت لبيروت تحت عنوان «لا حوْل لها» بإزاء وضْع حزب الله يده على «مراكز التحكّم والسيطرة» في المسائل الاستراتيجية كما ذات الصلة بالحدود والمرافئ البرية والبحرية وحتى الجوية.

وأعطى بيانُ الخارجية السعودية إشارةً واضحةً إلى البُعد السياسي وراء المسار الجديد الذي أطلقتْه الرياض بكلامه عن سيطرة «حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية.

الأوساط توقفت عند إصرار كل من الرياض والكويت والإمارات والبحرين على تأكيد «الحرص على الأشقاء اللبنانيين المقيمين وعدم المساس بهم»، وهو ما ذكّر به السفير السعودي وليد بخاري قبيل مغادرته بيروت أمس مشدداً على أن «المملكة تعتبر اللبنانيين المقيمين فيها جزءاً من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة».


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal