توازن سليمان فرنجيه… حسناء سعادة

كثر كانوا ينتظرون الموقف الذي سيتخذه رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه من موضوع استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي او عدمها اثر الازمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية بفعل التصريح الذي ادلى به قرداحي بصورة شخصية وقبل توزيره بنحو شهر.

كثر كانوا يترقبون ما سيدلي به فرنجيه من الصرح البطريركي الماروني الذي كانت الزيارة اليه مقررة مسبقاً وتزامنت امس مع التطورات المتصاعدة لازمة دبلوماسية غير مسبوقة بحجمها وتداعياتها والتي ترافقت مع ارتفاع اصوات تدعو لاستقالة او اقالة قرداحي، ومن هؤلاء الكثر من كان يراهن عن غباء ان فرنجيه سيضحي بقرداحي من اجل مكاسب شخصية، ومنهم من كان ينتظر على الكوع متمنياً ان يُصعد فرنجيه ويتمسك بقرداحي لكي يتمكن من استغلال هذا التمسك لشن هجوم على فرنجيه من بوابة الحرص على العلاقات مع السعودية ودول الخليج، الى اخرين كانوا يترقبون ما سيدلي به الرجل الذي يشهد له بانه لا يظلم احداً ويعطي كل ذي حق حقه.

بالفعل تمكن الزعيم الزغرتاوي الذي رشح ابن كسروان لوزارة الاعلام ان يوازن بين علاقة الصداقة والود التي تربط عائلته اباً عن جد بالمملكة العربية السعودية وبين الدفاع عن من اختاره ليمثله في الحكومة بحيث اكد انه يتمنى الاستمرار بافضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج انما ليس من خلال “التزلف الذي يمارسه البعض بل انطلاقاً من قناعاتنا”، مدافعاً بالوقت نفسه عن قرداحي الذي ادلى بما ادلى به قبل ان يكون وزيراً وقبل ان يعلم بتوزيره لذا لا نقبل ان نقدمه فدية عن احد “ونحن الى جانبه باي موقف سيتخذه سواء اراد الاستقالة او عدمها”.

يخطىء من يعتقد ان كلام وزير الاعلام قبل توزيره باسابيع عديدة هو الذي وتر العلاقة مع السعودية ودول الخليج حسب رأي احد المحللين السياسيين فهذه العلاقة متوترة منذ زمن بدءاً مما حدث مع الرئيس سعد الحريري وصولا الى موضوع “الرمان المكوكن” وغيره من التراكمات ما يشي ان القلوب مليانة لاسيما ان ما صدر عن قرداحي ليس سوى نقطة في محيط ما صدر عن غيره، لافتاً الى ان السؤال الاهم اليوم لماذا لم تقم القيامة ولم تقعد يوم ادلى قرداحي بتصريحه الشهير ولماذا الانتظار حتى اليوم وعدم الاعتراض على توزيره؟ ولماذا لم تتحرك السعودية ضد مسؤولين اممين قالوا العبارات نفسها الذي نطق بها القرداحي؟ معتبرا انه من الغباء الاعتقاد ان تصريح قرداحي هو المتسبب بهذه الازمة الديبلوماسية.

ويشرح المحلل السياسي ان خطاب فرنجيه من بكركي كان متوازناً واعطى كل ذي حق حقه حيث لفت الى مظلومية طالت وزير الاعلام وفي الوقت نفسه اكد حرصه على العلاقات الممتازة مع السعودية ودول الخليج من دون تبييض وجه بل عن قناعة، كما اكد على ثابتة لا يحيد عنها وهي الحفاظ على “كرامتنا التي لا نريد ان نورث غيرها لاولادنا”.

ويعتبر المحلل ان العديد من السياسيين في لبنان يعيشون اليوم انفصاماً عن الواقع بحيث يتنطحون للدفاع عن دول مجاورة او بعيدة، شقيقة او صديقة ويغالون في هذا الدفاع اكثر من اهلها فيما اهل بلدهم يعانون الامرين من اوضاع ضاغطة على مختلف الاصعدة وتحتاج لمعالجة سريعة وهم لا يحركون ساكناً لا بل اذا تحركوا يستعينون بصديق..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal