عقد رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، مؤتمرا صحافيا قال فيه: “في مثل هذا اليوم قبل 73 عاما وقعت النكبة الكبرى… نكبة فلسطين، وربما كان لكم الفرصة بأن استعرضتم في هذا الديوان بعض الصور المأخوذة من فلسطين خلال الحرب، عندما كان للأمير مجيد شرف المشاركة في معركة الدفاع عن فلسطين الغالية وكان يومئذ وزيرا للدفاع اللبناني. لكنه لم يتردد في ترك مكتبه والحضور إلى الجبهة مع جنود جيشنا البواسل، فاستقر في الجبهة طيلة أيام الحرب، ليل نهار، وشارك كما هو معروف شخصيا بالقتال في الخنادق.. وكان أول وزير للدفاع يخوض الحرب من جبهة القتال بعد القائد السوري الكبير يوسف العظمه، شهيد ميسلون. وبعد 73 عاما من المرارة في هذه الذكرى الأليمة، ها نحن نشعر اليوم بأن الزمن بدأ يتغير ومسيرة الحياة عادت إلى خطها القويم، وأن الكيان الغاصب.. ليس أزليا على الإطلاق، ولا هو سرمدي، ولا من النوع الذي لا يقهر”.
أضاف: “إن هبة أهل فلسطين الأبطال، أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا، تعلن قيام الحد الفاصل والحاسم بأن هذه الأرض المباركة سوف تعود لأهلها على الرغم من حجم المؤامرات والتحالفات المكونة كلها من أجل نصرة المشروع الصهيوني. اليوم نشعر بأن الزمن بدأ يتغير وبأن رجال هذا الزمن الجديد هم الذين عرفوا بالأمس القريب، بأطفال الحجارة… هم الذين امتهنوا الهجوم على آليات الجيش الصهيوني الضخمة، وتسلقها ورشقها بالحجارة. إنهم الإنسان الجديد… الذي ولد من رحم الظلم والقهر وما من قوة في العالم يمكن أن تقهر هذا الإنسان الجديد. لذا أقول إننا هذه المرة نحيي ذكرى النكبة ونحن متفائلون… نحييها على إيقاع المعارك التي تؤكد بأن شعب فلسطين لم يتخل ولن يتخلى عن أرضه من النهر إلى البحر. ويبدو جليا أمام الجميع أن هذا ليس مجرد شعار يرفع، وإنما هو حقيقة قائمة على أرض الواقع، بدليل أن الهبة الفلسطينية العارمة، يشارك فيها أبناء الأرض المحتلة عام 1948. وهذا أكثر ما يخيف دوائر الاستعمار، إذ ثمة كتابة جديدة لتاريخ العالم العربي ككل، بدءا من فلسطين التي يتمسك بها شعبها بقوة تتزايد مع الأيام، ولا تتراجع، ولا تضعف”.
وتابع: “إننا إذ نحيي أهلنا الفلسطينيين، ونجدد عهد اعتناق القضية القومية.. ندعو الحكومات العربية كافة وكذلك القوى السياسية العربية، إلى التنبه جيدا لهذه التحولات الكبرى، والإسراع إلى الموقف الذي يفترض بها أن تتخذه، لأن هبة شعب فلسطين تعلن للملأ بأن لا مكان تحت الشمس لمن يعادي شعب فلسطين، في الوقت الذي يخوض حرب تحرر وطني بكل ما للكلمة من معنى. إن كل السياسات المعتمدة يجب أن تأخذ بالحسبان هذه المتغيرات لأن التاريخ فعلا لا يرحم، وخصوصا حين يصنعه أهل البلاد وليس الأجانب”.
وشدد على أن “القدس الشريف.. المدينة المقدسة التي تختزن مرتكزات مسيحيتنا وإسلامنا، ما يجعلها فريدة من نوعها في العالم، مصممة على التحرر من نير الاستبداد والاحتلال، شأنها في ذلك شأن كل مدينة أو قرية أو ناحية في فلسطين الجغرافية – التاريخية، غير القابلة للتقسيم، بقدسها وغزة والناصرة والخليل ورام الله وعكا وحيفا ويافا والجليل والنقب واللد وكل فلسطين. إذ تبين حتى اليوم أن العدو الإسرائيلي مصمم على عدم القبول حتى بوجود أقلية عربية في أراضي 1948، والمؤشرات التي بانت في الأيام الأخيرة، تظهر أن العدو كان في صدد فتح معركة التطهير العرقي الكبرى في أراضي ال 48. إذ أن السكان اليهود في هذه الأراضي يتصرفون مع الفلسطينيين كما يتصرف المستوطنون مع فلسطينيي الضفة الغربية، من ناحية الاعتداءات المستمرة عليهم والعدوانية العنصرية، وهذا بحد ذاته يشكل جرعة إضافية أي OVERDOSE، ودائما ينقلب مفعول ال OVERDOSE على أصحابه، وهنا يرتكب العدو فعل الانتحار، فيبدأ بالقضاء على نفسه”.
وقال: “بدأ من اليوم لم يعد من الممكن التمييز بين الأراضي المحتلة العام 1967 والأراضي المحتلة العام 1948. وهنا مكمن الأخطار الكبرى التي تهدد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما تؤكده كتابات بعض أصحاب العقول الهادئة في الصحافة الإسرائيلية. والأمر الآخر الذي يتأكد من خلال المواجهة هو أن جرافة الصمود جرفت في طريقها كل مشاريع توطين الفلسطينيين في الشتات. هذا يعني بأن علينا كعرب أن نجري إعادة تقويم شاملة للوضع في ضوء الحقائق والمستجدات الميدانية، فللانسان الجديد، إنسان فلسطين، الكلمة الفصل في تقرير مصيره، هو الذي بات يشكل حلقة مفصلية وازنة في محور الصمود والممانعة”.
أضاف: “للمناسبة، أوجه تحية إلى أرواح شهداء فلسطين الأبرار الأطهار وإلى الجرحى وكل أهل فلسطين من غزة القلعة الجبارة إلى القدس الشريف. والتحية إلى مشايخنا وأهلنا الموحدين الدروز في الجليل والجولان العربي السوري المحتل، الذين هبوا لنصرة الأقصى المبارك، وتوجهوا إلى القدس الشريف واشتبكوا مع قوات الاحتلال أسوة بإخوتهم في المواطنية، ليؤكدوا وحدة الدم الفلسطيني – السوري، وأن كل ذرة تراب من فلسطين والجولان العربي السوري المحتل غالية على قلوبهم وهم يلتزمونها”.
وختم: “أجمل معايدة لمناسبة عيد الفطر المبارك هي المعايدة التي تتجسد بملحمة الصمود العظيمة على أرض فلسطين العربية، مهد المسيح ومسرى الرسول، عليهما السلام. ونتقدم من اللبنانيين عموما ومن أهل الشهيد البطل محمد طحان بأحر التعازي، وإن النصر بجهود الأبطال الصامدين آت… آت… آت”.
مواضيع ذات صلة: