هل راودك يوماً شعور بأن تُسلب حياتك بلا أي مقدمات ومن دون سابق إنذار؟
لم تعد هذه الأسئلة افتراضية بل باتت الإجابة عنها ضرورة حتمية في وقتنا الراهن، لا سيما مع انتشار حالات الموت الصامت الذي شكل كابوسا مرعباً بعناوين عريضة تتصدر اخبارنا اليومية..
شباب تُنعى بعد أن يخذلها قلبها بشكل مفاجئ، يرحلون بصمت دون ان يكترثوا للصدمة التي سيخلفونها في قلوب محبيهم وعائلاتهم.
خسارة تلو الخسارة حداد هنا وسواد هناك المأساة لم تقف على باب واحد في لبنان، بل أصابت لبنان بأكمله حيث الموت واحد والسبب واحد ” توقف القلب” الذي يُعرف بـ”السكتة القلبية”.
وجوه أبكتنا حزناً على شباب رحلت باكراً دون ان يجيب أحد عن سؤال “ماذا جرى لذلك القلب حتى قرر التوقف وخذل صاحبه؟”
من هذا المنطلق، يؤكد الدكتور علي المصري لـ”سفير الشمال أن “أسباب الموت المفاجئ عند الشباب هو انسداد الأوعية الدموية، الاوعية التاجية أي هي الشرايين الأساسية في القلب، وقد نشرت دراسات عدة في سنوات مضت تناولت هذه الظاهرة وتبين أن السبب الأساسي يعود الى عدة عوامل، وهي:
ـ العامل الوراثي حيث يجب معرفه السجل الصحي للعائلة قبل أي شيء..
ـ عدم انتظام دقات القلب..
ـ كثرة التدخين..
ـ الكوليسترول المرتفع يضاف إلى أسباب التدخين والمخدرات والكحول والضغوطات النفسية كفقدان عزيز أو عمل في زمن الأزمات الاقتصادية التي نمر بها، وكل هذه العوامل من شأنها أن تسبب الذبحة القلبية.
يشدد الدكتور المصري على ضرورة زيارة طبيب القلب بشكل مستمر لأن الوقاية خيراً من ألف علاج، ويحث الجميع على إجراء بعض الفحوصات لمراقبة الضغط ونسبة السكري والكوليسترول في الدم.
وينبه المصري أولئك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الأمراض القلبية الوراثية والوفاة المبكرة الى إجراء تخطيط وصورة للقلب بشكل مستمر.
أما من ناحية الضغوطات النفسية فإنها ليست بمنأى عن هذه القضية بحيث تعتبر من العوامل الخطيرة فالاخبار الصادمة تعزز انتشار هذه الظاهرة لذلك ينصح الطب النفسي بضرورة تجنب الصدمات النفسية والحزن والضغوط العصبية الشديدة التي تؤثر بدورها في القلب والمخ وتحدث مشكلات خطيرة تؤدي الى الموت المفاجئ.
كما أن توترات الحياة تجعل الجسم يفرز هرمون الأدرينالين الذي يرفع الضغط و يؤثر في الدم.
يقول الشاعر محمود درويش: “على هذه الأرض هناك شيء يستحق الحياة”، لذلك فلنكن لطفاء مع أنفسنا، ومع الآخرين، ولنطلب المساعدة من طبيب نفسي أو طبيب قلب، لأنه يبدو أن الجسم أو القلب السليم في النفسية الصحيحة.
Related Posts