في عكار.. الكل فاتح على حسابه والفلتان الأمني سيد الموقف!.. سمية موسى

تشهد عكار حالة من الغليان والغضب جراء الكم الهائل من الحوادث الأمنية وأعمال القتل التي تنتقل من مكان لآخر.

هجوم مسلح أدى الى وفاة.. سطو مسلح على المحلات و اعتراض السائقين وإشهار السلاح عليهم و تهديدهم بالقتل وسرقة أموالهم و هواتفهم.. قتيل في هذه البلدة جراء إشكال فردي او عائلي.. وأكثر من ذلك إنطلاق رصاص من مسدس حربي عن طريق الخطأ لتقتل صاحب المسدس أومن حوله. كلها أحداث ترافق أبناء عكار في كل لحظة، حيث بات الفلتان الأمني هو سيد الموقف واللغة السائدة بين حامليه في محافظة “الكل فيها فاتح على حسابه و عامل دولة”.

في الأونة الأخيرة أدت الإشكالات في بعض المناطق العكارية والسلاح المتفلت الذي يستخدم في أي خلاف يحصل ولأتفه الأسباب الى ازدياد الخوف لدى العكاريين لدرجة دفع البعض الى إحياء الحديث عن الأمن الذاتي، لتوفير الأمن للبلدة وللعائلات وللأشخاص من هذا التفلت ومن الاعتداءات المتمادية، مع أدراك البعض ان هذا الطرح لم يكن في يوم من الأيام يشكل حلا بل لطالما ضاعف من الإشكالات والصراعات في ظل غياب الدولة وأجهزتها.

إنتشار السلاح ليس بالأمر الجديد في عكار، لكن انعدام المحاسبة والمحسوبيات والاستنسابية في التعاطي مع مطلقي الرصاص جعل المحافظة بأكملها تعيش تحت رحمة المسلحين الذين يصولون ويجولون من دون حسيب ورقيب.

وبالرغم من التأكيدات المتواصلة من وزير الداخلية والجهات الأمنية أن الوضع مضبوط وتحت السيطرة، فإن أبناء عكار لا يرون ترجمة على الأرض التي تتحكم بها سلطة التمرير و التموية عن جماعة” فلان و وعلان” فلكل مسؤول جماعة يعتبرها خط أحمر ولكل جماعة أحباب لا تظهر الا حين يدق الخطر.

يقول عدد من أبناء عكار انه لم يعد ينقصنا الا أن ننتقل من منطقة الى أخرى ونحن نحمل أكفاننا بانتظار ان تباغتنا رصاصة طائشة من إشكال هنا أو من تبادل إطلاق نار هناك، لافتين الانتباه الى خطورة ما شهدته منطقة وادي خالد قبل أيام، حيث سجل إشكال عائلي تطور الى اطلاق نار ما ادى الى إصابة امرأة ما لبثت أن فارقت الحياة وسادت بعدها حالة من التوتر الشديد، إرتفعت الأصوات إثرها مناشدة الجيش التدخل، إضافة الى الإشكال العائلي في بلدة العمارة من أجل شجرة ليمون تطور الى إطلاق نار وأسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى وتلا ذلك قيام عائلة القتيل بإحراق منازل العائلة التي وقع معها الاشكال وكادت الأمور تتطور لولا تدخل الجيش بقوة واستخدامه طائرة إستطلاع وآليات ثقيلة تمركزت عند مفرق قبة شمرا و برقايل.

تفلت السلاح والقتل المجاني في عكار ليس مقتصراً عل منطقة واحدة، بل هو يسيطر على أكثرية القرى والبلدات العكارية التي تعاني من فلتان أمني كامل، في ظل مناشدات للقوى الأمنية والعسكرية السهر على أمن المواطنين وتفعيل عمل البلديات قبل ان تمارس كل بلدة أمنها الذاتي وعندها سنكون أمام شريعة غاب.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal