السلاح تحول من زينة الرجال الى قاتل لهم!… سمية موسى

ما تشهده الساحة اللبنانية من فلتان أمني بفعل إنتشار السلاح لم يعد يتحمله عقل، أسلحة تجتاح المناطق من دون حسيب أو رقيب. خلاف على ميراث وأفضلية مرور وإشكال عائلي، كلها أسباب قد تؤدي الى الموت لما يتخللها من إطلاق نار بهدف القتل العمد وإنهاء حياة الأفراد.
أصبح حمل السلاح واستخدامه ثقافة لدى عدد كبير من المواطنين الذين يفتخرون بوجوده معهم وبإستخدامه، لكن هنا، يبدو أن السلاح لم يعد زينة الرجال، بل تحول الى قاتل لهم.
انتقل إستخدام السلاح من الرصاص العشوائي في الأفراح واطلالات الزعيم على شاشات التلفزة، الى فرض أمر واقع والاستقواء على الناس، وفرض قانون غاب الكل فيه معرضون للقتل، ليكرس ذلك ثقافة موت تسيطر على الأذهان وتُذهب العقول، وتُحول بعض البشر الى وحوش والى مجرمين يقتلون بدم بارد.
ازدياد ظاهرة الموت بسبب السلاح المتفلت والرصاص الطائش والاشكالات المتنقلة، يستدعي تحركاً سريعاً من قبل الدولة للحد من هذه الظاهرة التي تسيطر أخبارها على وسائل الاعلام وعلى مدار الساعة، ما يدفع المواطنين الى مناشدة الأجهزة الأمنية كافة للقيام بتعقب مطلقي النار ومعرفة هوياتهم وتوقيفهم وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.
تفيد مصادر أمنية في عكار أن عمليات إطلاق النار أصبحت خبزا يوميا على الطرقات وبين المنازل وفي الأراضي المشاع، حيث يرصد الأهالي قيام مجهولين يستقلون سيارات يجولون فيها بين القرى والبلدات ويطلقون النار ثم يفرون الى جهات مجهولة.
وفي هذا الاطار، شدد أهالي منطقة الجومة على ضرورة أن تحسم الأجهزة الأمنية موقفها تجاه ضبط عمليات اطلاق النار العشوائي بين المنازل وعلى الطرقات العامة، والحد من الاشكالات التي تحمل الخوف والرعب الى المناطق العكارية.
وكان، وقع إشكال عائلي في بلدة الشيخ زناد على خلفية الصيد وذهب ضحيته الشاب محرم اللهباوي، وأصيب شخص آخر وهو بحال حرجة.
القائمة في عكار تطول لجهة الحوادث الأمنية تحت مسمى السلاح المتفلت وهي تنتظر الإسراع في تنفيذ القانون للضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس.
بات مؤكدا، ان تفلت السلاح والقتل والسرقة ليسوا فقط في مناطق محددة، بل، منذ السابع عشر من تشرين الأول 2019 باتت الأوضاع مفتوحة على كل مساحة الوطن، على الرغم من الجهود التي تقوم بها القوى الأمنية والتحديات التي تواجهها للحد من الفلتان الأمني ومحاولة لضبط البلد، فوحده القانون يحمي الدولة وأبنائها ويكون الأساس في بناء وطن قوي بعيد عن غوغائية السلاح.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal