نواب من المعارضة المسيحية يشكون المقاومة الى هوكشتاين!!.. غسان ريفي

لأول مرة يلتقي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين نوابا من المعارضة المسيحية، وهو لقاء بحسب المعلومات جاء بناء على إصرار من بعض هؤلاء على السفيرة الأميركية ليزا جونسون بضرورة إنعقاده، إنطلاقا من حق نواب المعارضة بلقاء هوكشتاين الذي تجاهل وجودهم بشكل كامل خلال الزيارات الماضية، كما قال النائب ميشال معوض (أن المبعوث الأميركي كان في السابق يستمع لوجهة نظر واحدة) وليقدم النواب رؤيتهم السياسية أمام هوكشتاين، مساهمة منهم في خدمة المشروع الذي يهدف الى إضعاف المقاومة.

هي أزمة واضحة يعيشها نواب المعارضة المسيحية، حيث يجدون أنفسهم في شبه عزلة عما يجري في البلاد، فيما الموفدون الدوليون الذي يزورون لبنان للبحث في العدوان الاسرائيلي وتصدي المقاومة له وتطبيق القرار 1701، تقتصر لقاءاتهم على رئيسيّ المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض الأحيان قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، من دون أن يكون لهم أي دور في ذلك، سوى إطلاق التصريحات اليومية التي تتبنى الرواية الاسرائيلية وتحاول إستهداف المقاومة والتهويل عليها وعلى اللبنانيين بما يمكن أن يقوم به العدو من جرائم وتدمير.

ما يزعج نواب المعارضة المسيحية منذ فترة، هو التقارب السني ـ الشيعي في المنطقة ككل وفي لبنان على وجه التحديد، فضلا عن التناغم الحاصل بين الرئيسين بري وميقاتي في قيادة البلاد، فيما هم عاجزون عن إنتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتظام الحياة السياسية وتنظيم إدارات الدولة، أو ربما يعطلون هذا الاستحقاق الدستوري الأساسي، بإنتظار تبدل المناخات الاقليمية والدولية التي يأمل كل منهم أن تهب رياحها لمصلحة طموحاته الرئاسية.

كما لا يخفي بعض هؤلاء النواب رفضهم إنتخاب رئيس للجمهورية في هذا الظرف، معتبرين أن لبنان الذي إتخذ طريقه نحو الانهيار، يجب أن يتفكك بالكامل، لأن إعادة بنائه بنظرهم ربما تكون أقل كلفة من إعادة ترميمه، وهي قد تأتي لمصلحتهم، لذلك، فإن بعض هؤلاء يدأبون على إستهداف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكيل الاتهامات له ووصف حكومته بأنها غير دستورية وغير ميثاقية، كونه يسعى بكل جهد بالتعاون مع أطراف سياسية للحد من الانهيار ووضع البلد مجددا على سكة النهوض بما يتعارض مع توجهاتهم وتطلعاتهم.

لا شك في أن ما قاله بعض نواب المعارضة بعد لقائهم هوكشتاين يعكس أجواء الاجتماع الذي غلب عليه طابع “النق” حول الحضور والدور والمكاسب، حيث راح كل من النواب “يشكي وينعي” من “ممارسات المقاومة في التصدي للعدو، مطالبين بضرورة سحب سلاحها وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وإرسال الجيش الى الجنوب، وتسلم الدولة اللبنانية قرار السلم والحرب وعدم ترك الشعب رهينة قرارات خارجية”.

ردد النواب أمام هوكشتاين هذه النغمة المعروفة التي لا ينفكوا عن عزفها يوميا، وربما تجاوزوا في كلامهم طروحات هوكشتاين نفسه والذي بات خبيرا بحساسية التوازنات اللبنانية وكيفية إدارتها حيث وصف الرئيس نبيه بري بالـ BOSS، في حين تناسى هؤلاء النواب أن قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل التي تستمر في عدوانها على لبنان وتمعن في الخروقات الجوية والبرية والبحرية التي بلغت أكثر من 35 ألف خرق منذ بداية تطبيق القرار 1701، فضلا عن تدميرها الممنهج للقرى والبلدات، وليس أمام المقاومة سوى الدفاع عن الأرض والتصدي للعدو وتعزيز قوة الردع وتوازن الرعب تجاهه.

اللافت، أن ما عجز الاسرائيلي عن الحصول عليه عسكريا، يحاول البعض منحه إياه سياسيا وإعلاميا، حيث يبدو واضحا أن ثمة حملة ممولة من جهات عدة هدفها تعميم أجواء الهزيمة، وتحميل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” مسؤولية تدمير غزة وإتهامها بالتآمر على الشعب الفلسطيني في عملية طوفان الأقصى، وبالتزامن تسخيف ما تقوم به المقاومة وتأليب بيئتها عليها، من خلال إتهامها بالتسبب بقتل الشباب وتدمير القرى والبلدات الجنوبية وعدم تحقيق هدفها في مساندة غزة، وفي ذلك تقديم خدمات مجانية للعدو ولمن يدعم توجهاته، وربما يمكن القول أنه عندما يشكو بعض نواب المعارضة المقاومة الى هوكشتاين ثم يدلون بتصريحاتهم المشبوهة يكونوا في صلب هذه الحملة!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal