دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى لإنشاء مجلس للشيوخ يكون الإطار المناسب للحوار وصيانة العيش المشترك الذي يرمي إليه، والذي آن الأوان لتحقيقه، بحيث تتمثل فيه الطوائف الأساسية، ويكون مصدر اطمئنان لها، ويكون الولاء للوطن أساساً في بناء الدولة”، مشدداً على “ضرورة احترام المكونات اللبنانية بعضها بعضا، لأن من يفكر بإلغاء الآخر فهو يلغي لبنان”.
كلام شيخ العقل جاء في كلمة ألقاها في معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية في كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت، بمناسبة الحفل التكريمي لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي وإطلاق سيرته الحوارية في كتاب “مغامرة الحوار” للدكتور انطوان افرام البستاني، بمشاركة حشد من ممثلي المراجع الروحية والوزراء والنواب والسفراء والشخصيات الروحية والاجتماعية، والتربوية، والثقافية، والإعلامية.
ابي المنى
وبعد كلمات لكلٍ من رئيس الجامعة سليم دكاش والوزير السابق طارق متري وعضو لجنة الحوار الاسلامي المسيحي الاستاذ محمد السماك ومؤلّف الكتاب الدكتور سلامة ومديرة المعهد الدكتورة رولا تلحوق، وتقديم من الإعلامية ألديكو إيليا، ألقى شيخ العقل كلمة قال فيها: “أصحاب السيادة والسماحة والفضيلة، أصحاب المعالي والسعادة، حضرة رئيس الجامعة الأب المحترم الدكتور سليم دكاش، حضرة الأستاذة رولا تلحوق مديرة معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية، معالي الأستاذ طارق متري، الرجل الوثيق وصاحب الفكر العميق، السائر بهدوء على دروب السلام والاعتدال، سعادة الأستاذ محمد السماك، المفكر الرزين والمرجع الأمين لأهل الحوار والمستحق الدائم لجوائز الكبار، حضرة الدكتور أنطوان أفرام سلامة مؤلف الكتاب المقدر وصاحب القول الصادق المعبر، حضرة العمداء والأساتذة والآباء والشيوخ والعلماء والأصدقاء”.
اضاف: “يسعدني أن أعود إلى منبر جامعة القديس يوسف ورحابها من موقعي المرجعي المسؤول، بعدما أمضيت ست سنوات بين صفوفها وقاعاتها طالبا محتضناً بمحبة أسرة معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية، واضعاً المدماك الأوّل لأخوة موحّدين أعزاء تشجعوا واندفعوا لخوض مغامرة الحوار التي قادنا إليها الأستاذ عباس الحلبي، وكنا أحد دعاتها المخلصين منذ أن طوينا معا صفحة الحرب والنزاع وانفتحنا بكل كليتنا على ثقافة متأصلة في نفوس شيوخنا الأطهار وتراثنا المعروفي الأصيل ومسلكنا التوحيدي الشريف”.
وتابع: “لعلّ خير ما أبدأ به في حضرة أهل الإيمان والعلم والحوار دعاء من القلب: اللهم بارك جمعنا وجامعتنا، وامنحنا العناية والقدرة لحمل رسالة المحبة والرحمة والأخوة ولنشر ثقافة الحوار والسلام، واهدِنا اللهم إلى سواء السبيل وأعنا للارتقاء في طريق الدين والإحسان ولحفظ كرامة الإنسان وصون الأوطان، اللهم أنر دروبنا وسدد خطانا لننطق بالكلمة الطيبة الصادقة، تلك التي تعلمناها من أنبياء الله الطاهرين ومن كتبنا المنزلة المقدسة، وراكمنا معانيها في معاهدنا ولقاءاتنا ومؤتمراتنا على مدى عشرات السنين”.
وقال: “يسعدني اليوم، أن أكون حاضراً في ندوة تكريمية لأحد أبرز وجوهنا الحوارية المشرقة، ممثّل طائفة الموحدين الدروز في اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي، الوزير الأستاذ عباس الحلبي، المعبر بصدق عن انفتاح بيئته التوحيدية على الحوار، والمناضل في سبيله منذ مطلع شبابه، والمتعمق في موضوعه محلياً وعربياً ودولياً، والمساهم الأبرز في نشر ثقافته في مجتمع أهله الموحدين الدروز وبين شيوخهم وشبابهم ومؤسساتهم ومثقفيهم”.
أضاف: “مع الأستاذ عباس ورفاقه الكبار لاحظنا وأيقنّا أن العيش الإسلامي المسيحي في لبنان له نكهة خاصة تطبع المواطنية فيه لأن دور لبنان الفريد لا يختصر بجمال طبيعته الجغرافية، كما قال يوما أستاذنا المخضرم، بل بكونه مختبرا ومركزا طليعيا للحوار الإسلامي المسيحي، ونموذجا يحتذى به في عالمنا، مدركين معه أن حوار الحياة هذا العلاقات الحتمية بين اللبنانيين تحتاج إلى عمل دائم وديناميكية فاعلة سعياً لتنقيتها من شوائب الماضي… ولتوسيع المشتركات على حساب الخصوصيات، من دون القضاء عليها تحت عنوان الانصهار”، كما ألمح في كتابه “الحوار بين الأديان”، وهو ما اعتدنا أن نقوله وإياه: إنّ حوار الحياة يحتاج إلى تعارف واحترام وتشارك وانفتاح، لا إلى تجاهل وإلغاء وهيمنة واستقطاب”.
وتابع: “لكم تمنّى صديقنا وتمنينا معاً أن يحظى الحوار باهتمام الدولة وألّا يظلّ محصوراً بين النخب المثقفة، هذا إذا ما “تحملت الدولة مسؤوليتها وحسمت أمرها حيال العلاقة التي يجب أن تقوم بين الشأن الديني والشأن العام”، كما يرى رفيق دربه صاحب الكلمة الطيبة المؤثرة الأمير حارس شهاب في كتابه “الحصن الأخير”، داعين إلى نشر ثقافة الحوار في المدارس والجامعات والإعلام والمنتديات، ومتحدثين عن أهمية إنشاء وزارة أو هيئة عليا رسمية ترعى الوفاق الوطني والحوار، وعن تغيير في النظام السياسي، بالاتجاه نحو إلغاء الطائفية السياسية وإقامة مجلس للشيوخ، الذي ربما سيكون الإطار المناسب لهذا الحوار ولصيانة العيش المشترك الذي يرمي إليه، والذي آن الأوان لتحقيقه، بحيث تتمثل فيه الطوائف الأساسية، ويكون مصدر اطمئنان لها، ويكون الولاء للوطن أساسا في بناء الدولة، مهما كانت المودات الخارجية مشروعة ومؤثرة، من دون أن نخلط بين الدين والسياسة بالشكل النافر الذي يحصل، والذي يقسم الولاء الوطنيّ إلى ولاءين، أحدهما للدولة والوطن، وثانيهما للطائفة أو للحزب الطائفي”.
وقال: “كما لا يُمكننا فصل الواقع عن التاريخ، وقد تلا علينا القاضي عباس الحلبي بصراحته المعهودة قراءته لمراحل هذا التاريخ من زمن أجداده التنوخيين فالمعنيين، وصولا إلى الحكم الشهابي وما تخلله وأعقبه من نزاعات وتدخلات ومشاحنات وإساءات وخصومات، كذلك لا يمكننا فصل لبنان عن حقيقته الرسالية التي تكرست وعادت أقوى وأنصع بعد كل مرحلة حرجة وحادثة صدامية، “فلبنان وإن كان أضعف أحياناً مما يتصور المتوهمون، إلا أنّه كان دائماً أصلب مما يعتقد الكثيرون…”، كما يقول، مستنتجا أن تلك المحطات التاريخية أو التجارب أثبتت “بأن الاعتداء على حقوق الطوائف أو تهميش إحداها أو عقد الاتفاقات على حسابها يعتبر نوعا من القفز في المجهول، ولن تكتب له الحياة”، لأن احترام التاريخ والتراث والعيش المشترك هو الأساس في وحدة الوطن وبقائه، وهذا ما قلناه ونقوله باستمرار”.
اضاف: “اللبنانيون بحاجة الى التفاهمات والتسويات، حيث لا مفر ولا مهرب من العيش معا، فالمكونات الوطنية موجودة ولا غنى عنها، والأجدر أن تراعى هواجسها وأن يحترم تاريخها وموقعها؛ الكل يجب أن يحترم الكل، ومن يفكر بإلغاء الآخر فهو يلغي لبنان، كما قيل، وعلى كل طائفة وعلى كل حزب وعلى كل مكون أن يسعى للحفاظ على شريكه، لأن القاعدة الذهبية للحفاظ على الصيغة اللبنانية، تقضي بأن يسعى كل شريك للمحافظة على شريكه في المواطنة وليس على نفسه فحسب”.
وتابع: “لقد مثل عباس الحلبي هذا الفكر التوحيدي الوطني الراقي، كما مثل جماعته الموحدة خير تمثيل، فكان جامعاً لاحماً في الهيئة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار وفي الفريق العربي للحوار وفي كل الملتقيات المحلية والعربية والدولية، مدركا أن طائفته الموحدة كانت كذلك جامعة لاحمة موحدة، وأنّ الموحدين الدروز لا هاجس لهم سوى قيام الدولة العادلة الحاضنة للتنوع الدينيّ، دولة المواطنة والتفاعل والتكامل والشراكة، لا دولة الاستقواء والتنازع والطائفية، وهذا ما ركّز عليه أهل الحوار، وفي طليعة طلائعهم الأستاذ عباس الحلبي الذي أوحى لإخوانه الموحدين بالدور الملقى على عاتقهم، قائلاً في كتابه “الموحدون الدروز: ثقافة وتاريخ ورسالة”: “إن الموحدين “الدروز” لهم دور رائد، ليس على مستوى الحوار بين الطوائف الإسلامية والمسيحية فحسب، بل على مستوى الحوار الإسلامي الداخلي كذلك، من أجل تبديد الهواجس والشكوك وعوامل الحذر والخوف، بالاعتراف بالخصوصية وبمشروعية التنوع والاختلاف”، وهذا ما نؤكّد عليه وما نحن دائبون على تعزيزه منذ أن تولينا مهامنا وفتحنا واسعاً باب التعاون والتلاقي مع إخواننا رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية للقيام بدور ينسجم مع طبيعتنا الوطنية المسالمة وفكرنا التوحيدي العرفاني وهويتنا الإسلامية العقلانية”.
وقال: “هذا التوجه النابع من صميم مسلكنا التوحيدي القائم على الصفاء والسلام والترفع عن الأنانية والكراهية، هو ما أعدنا التأكيد عليه مرارا معتبرين ما اعتبره الأستاذ عباس في كتابه “الحوار بين الأديان: الحالة العربية والنموذج اللبناني” “أن الموحدين الدروز مؤتمنون على تراث روحي وأخلاقي عريق، وإذا كان قدرهم أن ينشئوا لبنان الرسالة في مطلع القرن السابع عشر، فإنهم اليوم مطالبون بإعادة تجديد معنى لبنان كمجتمع تعددي”، ومدركين معه أن العيش الواحد “هو جزء من الإيمان الإسلامي ومن الإيمان المسيحي”، وأن تأكيده العملي يحتاج إلى تحد واندفاع، لا إلى تخاذل وانهزام، كون لبنان الرسالة “صعب ولكنه ممكن” و”أن الحوار، وإن كان شاقا وطويلا، إلا أنه الطريق الوحيد لجعل لبنان الصعب ممكن التحقيق”، كما يقول عباس الحلبي ورفاقه الحواريون المغامرون الواثقون بغلبة الحق مهما علا الباطل واستبد”.
اضاف: “معالي الوزير العزيز، نفتخر بك لأنّك غامرت من أجل لبنان والإنسان، وناضلت من أجل الدور والرسالة، وجاهدت لفتح الطريق أمام أبناء طائفتك ووطنك للانخراط في مسيرة الحوار، تلك التي أرسى فكرها الروحاني اللطيف عندنا شيوخ أطهار أجلاء، وأفاض في شرح مفاهيمها الفلسفية المعمقة مفكرون كبار، في مقدمتهم كمال جنبلاط “في ما يتعدى الحرف”، وسامي مكارم في أدبه العرفاني الراقي، وسواهما من أرباب الفكر والانفتاح، ولذا، رأيناك ترسخ تلك المداميك بإيمان والتزام وحضور قل مثيله، موجها النداءات إلى أهلك الموحدين “الدروز”، قبل سواهم، للخروج من هواجس التاريخ، قائلا لهم: “أنتم في طليعة المؤمنين بديمومة لبنان وبنهائيته، وبأنه لجميع أبنائه على قدم المساواة، فلا تسعوا إلى تغليب الانغلاق والتطرف، بل ساهموا في دعم تفكيركم المنفتح ووعيكم الوطني ودوركم الوسطي، ولا تتراجعوا”.
اضاف: “إذا كنا مؤمنين بما آمن به الأستاذ عباس ورفاقه في الفريق العربي للحوار بأن مبدأ الحوار هو “القبول بالمشترك والتعاون على أساسه، والإقرار بالمختلف والحوار في شأنه”، فلماذا لا يقبل بعضنا بعضاً؟ ولماذا لا نتفهم هواجس الآخرين ولا نسمع الصوت الصارخ المحذر من الانجرار إلى مستنقع الموت وهاوية الدمار؟ ولماذا لا نعذر من يخالفنا الرأي والموقف؟ بل نجعل التخوين والتحقير لغة التواصل والتخاطب والتجاذب، ونحن على ثقة بأن الجميع يريد لبنان الوطن القوي المعافى، لكنهم لا يقرون بالاختلاف ولا يتعاونون في المشترك، لذلك قلنا مع أهل الإيمان والاعتدال بأن مهمة الحوار تستحق المغامرة، وأن سيرة المغامرين تستحق التدوين، وأن ما يقوم به معهدنا الكريم وجامعتنا العريقة يستحق التنويه، ونحن من موقعنا نبارك هذه السيرة وتلك المسيرة، وسنبقى على رسالتنا ومواكبتنا، نستذكر ما تعلمناه وما علمناه، ونذكر ببعض ما قلناه شعرا وما نسجه أولئك الحواريون نثرا، بما يعبر عن مكنون هذه المغامرة الرسالية الشيقة:
أخي الموحد كن نارا على علم
قمحا ورمحا، وكن كالأرز في القمم
لبنان مرجعنا، لبنان يجمعنـا
على المودة والأخلاق والقيم
لبنان نحن، وهذا الشرق موئلنا
مهد الديانة والتوحيد من قــدم
رسالة هو، أوفى من مساحته
وإننا رسل الإيمان في الأمم
أنى اختلفنا، تنوعنا، فذاك غنى
والأصل يجمع، والأغصان في شمم
تراثنا واحد، والعيش مشترك
ونعمة الحب فاقت سائر النعم”.
وختم: “حفظكم الله ورعاكم بعين عنايته، وليبقَ معهدكم منبراً صادحاً بالكلمة الطيبة، ورسالتكم التربوية ولادة الوجوه الحوارية. دمتم ودام عطاؤكم ودام لبنان الرسالة”.
وأخيراً، كانت كلمة المحتفى به، شكر فيها شيخ العقل والجامعة والمتكلمين والمشاركين، ومقدما له كتاب “مغامرة الحوار”- سيرة القاضي عباس الحلبي الحوارية.
لقاءات
من ناحية ثانية، استقبل شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت اليوم، وفداً من قيادة حركة “حماس” في لبنان برئاسة احمد عبد الهادي، ضم اليه مسؤول العلاقات السياسية والإعلامية عبد المجيد العوض ومسؤول العلاقات الإسلامية بسام خلف.
ونقل الوفد الى ابي المنى تحيات قيادة الحركة، وتناول البحث ما يجري في غزة وفلسطين جراء العدوانية الإسرائيلية الوحشية ومعركة “طوفان الأقصى” والمفاوضات الجارية على هذا الصعيد. كما شكر الوفد لشيخ العقل مواقفه التضامنية الثابتة مع أبناء غزة والشعب الفلسطيني.
وكان اللقاء مناسبة جدد خلالها ابي المنى موقفه “الإنساني المتضامن تجاه أبناء غزة والضفة والشعب الفلسطيني عموما، لا سيما في الظروف القاسية جدا التي يمر بها”، مستنكرا “الاعمال العسكرية الإسرائيلية الوحشية تجاه هذا الشعب الصامد على ارضه والمدافع عن حقوقه، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ”.
ودعا “الدول العربية والإسلامية الى المبادرة والوقوف الى جانب أبناء غزة، خصوصا مع توقف الاعمال الإنسانية من جانب مؤسسة الغوث الاونروا، وحاجة أبناء غزة الى سبل الحياة والصمود الاجتماعي والامن الغذائي على اختلافه، وبذل الجهود الممكنة لوقف الحرب الدائرة، التي آن لها ان تهدأ مع تعاظم احتمالاتها التوسعية تجاه جنوب لبنان أيضا”.
عبد الهادي
وبعد اللقاء، صرح عبد الهادي: “تشرفنا كوفد قيادي من حركة حماس في لبنان بزيارة سماحة شيخ العقل للطائفة الدرزية سامي ابي المنى في هذه الدار العريقة، ولشكره على المواقف المقدرة تجاه الشعب الفلسطيني. وكانت مناسبة لوضعه في آخر التطورات المتعلقة بمعركة “طوفان الأقصى” من جهة، والعدوان الصهيوني على قطاعَي غزة والضفة الغربية من جهة ثانية، وهول المجازر التي يرتكبها العدو مدعوماً ومغطّى من الولايات المتحدة الأميركية. الامر الذي دفع دولة جنوب أفريقيا – مشكورة – لكي ترفع دعوى إبادة جماعية، وكان القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدولية مقدرا ومهما كذلك، باعتباره وضع الكيان في سياق الاجرام والابادة الجماعية”.
أضاف: “أكدنا لسماحته ان الشعب الفلسطيني، بالرغم من الثمن الباهظ الذي يدفعه، الا انه يؤمن بحقه وبأن الانجاز الذي تم في 7 تشرين الاوّل يستحق الصمود على الارض ومواجهة كل المشاريع التي يسعى العدو لتنفيذها. كما طمأنا سماحته الى أن المقاومة الفلسطينية وبالذات كتائب الشهيد عز الدين القسام بخير وانها ما زالت قوية وصامدة ومستمرة بالصمود لفترة طويلة، في مواجهة العدوان الصهيوني، وهي تكبد العدو في كل يوم خسائر فادحة، الامر الذي جعله عاجزاً تماماً عن تحقيق أي انجاز ميداني يمكن ان يستثمره في السياسة او المفاوضات. كذلك وضعناه في آخر مسائل الوساطات والاتفاقات الذي نتج عنها لقاء باريس واطلاع قيادة الحركة عليه، وهي عاكفة على دراسته بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، على قاعدة ان أي اتفاق هنا او هناك يقوم على الانسحاب الكامل والشامل من قطاع غزة ووقف إطلاق النار بشكل دائم”.
وختم: “الشعب الفلسطيني نفّذ طوفان الأقصى لأنه يؤمن بحقه ويدرك أنّ العدو كما الحكومة الصهيونية المتطرفة تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية، وسمعنا من سماحته تقديراً عالياً تجاه الشعب الفلسطيني واستنكاراً للمجازر التي تُرتَكب بحقّ هذا الشعب وتنويهاً بهذا الصمود الأسطوريّ في مواجهة العدو. وبدورنا،
شكرناه على مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والشعب والحق والمقاومة الفلسطينية”.
زوار
كذلك استقبل شيخ العقل مقرر حملة “اسناد غزة – سفينة المطران هيلاري كبوجي” الدكتور هاني سليمان مع وفد، للبحث بدور الحملة راهنا.
كما واستقبل وفداً من سيدات جمعية “لقاء المحبة – معاً نحيا”، لوضع سماحته في أجواء عمل الجمعية وتقديماتها، وشكره على دعمه وتشجيعه لعملها.
ومن زوار ابي المنى، رئيسة مصلحة الضمان الاجتماعي فرع المرض والامومة السيدة رشا جعفر أبو ضرغم. كذلك استقبل العميد المتقاعد وجيه رافع. وأيضاً الشاعر عصام الحميدي.
وكان استقبل قبل ذلك، مدير مكتب المطران جورج ابي يونس للموارنة في المكسيك الأستاذ فريد الدكان، ثم وفداً من جمعية “البيت اللبناني للبيئة” برئاسة الشيخ نظام أبو خزام. وأيضا الدكتور وليد صافي.
تعاز
وقدم شيخ العقل التعازي في دار الطائفة، بالراحل أبو مازن نبيل محمود العيد.
Related Posts