“تيك توك”.. هو عبارة عن منصة إجتماعية للمقاطع الموسيقية، تم إطلاقها في سبتمبر 2016 بواسط “تشانغ يى مينغ”، وتعتبر هذه المنصة اليوم رائدة في مقاطع الفيديو القصيرة، إذ شهدت نموا سريعا في العالم.
يعتمد التطبيق على تصوير مقاطع لا تتعدى 20 ثانية، حيث يقوم فيها الأشخاص بتصوير معزوفات موسيقية قصيرة مرفقة بفيديو للمستخدم متفاعلا مع الآخر.
استطاع تطبيق “تيك توك” تحقيق انتشارا كبيرا في الدول العربية وخصوصا لبنان حيث اكتسحت مقاطعه المصورة لشباب وشابات يرقصن على أغان مختلفة بلباس مثير وحركات ساخرة لتثير حالات جنون عبر الانترنت، ولتشكل صراعا قائما بين من يجذب الداعمين والمشاهدين بشكل أكبر، ويصادف أحيانا أن ينتقل هذا الصراع الى أرض الواقع من تهديد بالخطف والقتل، واحياناً استخدام صور العائلة للحصول على اعتذار مباشر يستخدمه في إثبات القوى وفرض الزعامات الافتراضية.
يظهر الشباب غير مبالين بنظرة المجتمع إليهم في ما يقدمونه على “تيك توك” بل هم يهربون من العادات والتقاليد والقيم العائليه، وفيهم من يحرص على لفت الأنظار بشكل اكبر مما يساعده في جذب الدعم “اللايك” لأجل الحصول على مبالغ مالية بالدولار الأميركي.
لم يكتف هذا التطبيق في جذب العاطلين، بل أغرى أيضا من يتعثر عليهم عملهم، او من لا يناسبه عمله من ممثلين ومثقفين ومحامين والكثير من أصحاب الاعمال بهدف تحقيق الأرباح الأكبر، حتى من لمع اسمه في الثورات والشارع اللبناني يبحث عن المال وجذب الدعم بعد ان انتهت مهامه من تحريك الشارع والتحريض على التخريب او بعدما انتهت صلاحيته في مهمه أوكلت إليه.
كيف تحول المال الى هدايا؟
هنا الهدايا يمكن تقديمها من خلال بطاقات الائتمان بشراء العملات والتي تبدأ من وردة وهي الارخص ولا تتجاوز النقطة الواحدة وتنتهي ب “تيك توك يونيفرس” وثمنه 500 دولارا ويساوى بالنقاط 34999 نقطة، وهذه الهدايا تأتي من البث المباشر ومن الدردشات التي تكون قليله لأنها لا تخولك أحدا الحصول على “اسد او تيك توك يونيفرس”.
أموال طائله تصرف على هذا التطبيق دون حسيب او رقيب منها معلومة المصدر ومنها قد يلجأ الى بطاقات مضروبه كلها فقط لاثبات انه الأقوى في الدعم وانه الرقم الصعب في الساحة اللبنانية.
ما يحصل تخطى حدود التسلية الى قلة الاحترام وقلة الاخلاق في الألعاب والتحديات التي لم تشترط في المنطق، بل أصابها الجنون، فبين الكلام المهين مهما كان عمرك وبين الاحكام التي يفرض عليك تنفيذها وهي تقسم الى أنواع، منها: “الاستحمام” أي ان تستحم امام ملايين العالم وآخر “البيض والقهوة وخلطات فوزية” تنفذها على وجهك. لكن هناك القليل من لا ينفذ هذه الاحكام ويعتمد على التسلية النظيفة فقط.
الغريب في الامر، هو ان هذه الحالات أغلبها من سكان العالم العربي والبلاد المأزومة اقتصادياً على عكس الدول الغربية التي تفرض القيود على الشركة والمستخدم.
واقع البرنامج كسر كل الحرمات وفرض حالات “هستيريا” كالمدمن، لكن المخدر هنا هي الدولارات التي تسيطر على العقول وتسقط القيم والاخلاق والشرف.
الأزمة اليوم أننا نسيء إستخدام التطور التكنولوجي، وبدل أن نستفيد من إيجابياته، نتجه نحو السلبيات التي حولت العقول الى دمى، وحولت بعض الناشطين الى متسولين حيث باتوا على إستعداد للتخلي عن كل شيء مقابل الحصول على الدولارات.
Related Posts