هي طبول الحرب تُقرع.. ففي وقت يمعن العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية ضارباً بعرض الحائط القرار ١٧٠١، ومتخطياً كل قواعد الاشتباك المعمول بها، ينشغل الداخل اللبناني بإستقبال الموفدين الدوليين، وان تقاطعت او تباينت الملفات التي يحملونها، الا ان زياراتهم هذه أعطت زخماً لانطلاقة العام الجديد سياسياً.
فمن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مروراً بالمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني، وصولاً الى وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، تتأرجح العناوين التي ستطغى على اللقاءات بين ضرورة منع انزلاق لبنان الى حرب واسعة مع العدو الاسرائيلي، واهمية انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن لا سيما في ظل التطورات العسكرية والسياسية التي تشهدها المنطقة.
في السياق، تشير المعلومات الى ان هوكشتاين الذي كان من المفترض ان يصل الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل قادماً من تل ابيب، قد ارجأ زيارته الى الاسبوع المقبل بعد ان تيقّن ان لا مجال لأي كلام مع المعنيين في لبنان وتحديداً حزب الله قبل وقف العدوان على غزة، خاصة وانه يحمل في جعبته مقترحات تبدأ من ترسيم الحدود الجنوبية البرية لتصل الى اعادة تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان وهو ما دفعه الى الحديث عن امكانية عودة شركة توتال للتنقيب عن النفط في المياه الجنوبية.
اما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، فقد انهى امس جولته على المسؤولين اللبنانيين، كان عنوانها تجنب التصعيد الاقليمي جراء الحرب على غزة، وكان رد جميع الافرقاء واضحاً نحن دعاة سلام ونلتزم تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار١٧٠١، ولكن المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وإنسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل.
الى ذلك، ينتظر ان يحط الموفدان الفرنسي جان ايف لودريان والقطري ابو فهد جاسم آل ثاني رحالهما في بيروت، في زيارة، يستطلع كل منهما فيها على حدة، آراء الكتل النيابية واين اضحى ملف انتخاب رئيس للجمهورية. بيد انه وحتى الساعة لم يتغير اي من المواقف، لا سيما وان التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون قد ثبّت الطلاق بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ناهيك عن ان معظم الافرقاء يعتبرون ان الملف الرئاسي مؤجل بإنتظار التسوية التي ستنتج عن وقف العدوان على غزة والدور الذي سيكون للبنان فيها.
اذاً، هي زحمة موفدين دوليين يحاولون كل على طريقته العمل لابعاد شبح الحرب عن لبنان واعادة بعض من الاستقرار السياسي اليه. الاكيد ان كل هذه الحركة ليست حرصاً على لبنان وامنه وامانه، فلكل دولة مصالح يحاول موفدها العمل على حمايتها. لطالما كان وطن الارز جامع الحضارات وصلة الوصل بين الشرق والغرب، والاكيد ان لا احد سيحميه ويكون سداً منيعاً بوجه كل ما يخطط له لا سيما من قبل العدو الإسرائيلي سوى شعبه وجيشه ومقاومته.
Related Posts