تترقب الأوساط السياسية الحراك الخارجي والفرنسي – القطري تحديداً على خط رئاسة الجمهورية والذي سيواكبه محلياً رئيس مجلس النواب نبيه بري في إجراء مروحة مشاورات مع الكتل النيابية لمحاولة فتح حوار فيما بينها كمقدمة للدعوة الى جلسة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس.
إلا أن مصادر مواكبة للحراك في هذا الملف تشير لـ”البناء” إلى أن المسؤولين الرسميين لم يتلقوا أي اتصالات من مسؤولين خارجيين لزيارة لبنان، لكن المعلوم أن الاستحقاق الرئاسي سيتحرّك مطلع العام الجديد، لا سيما أن مراجع سياسية لمست لدى جميع الأطراف نيات إيجابية وتحسساً بالمسؤولية وخشية من تداعيات الحرب في غزة والحدود الجنوبية على الداخل اللبناني على كافة المستويات، ما يستدعي أن تتحمل القوى السياسية والكتل النيابية مسؤوليتها بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تحريك عجلة الدولة وانجاز كافة الاستحقاقات وملء الشغور في المؤسسات لا سيما في رئاسة الأركان والمجلس العسكري”.
وذكرت “الأخبار” أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتين سيزور لبنان مطلع العام المُقبل في محاولة جديدة للقيام بوساطة هدفها تحقيق وقف لإطلاق النار، ضمن خطة يحملها وتتضمّن نقاطاً سبقَ أن أثارها أمام مسؤولين لبنانيين، وترتكز على فكرة الترسيم البري في إطار للتفاوض من أجل إنهاء النزاع حول 13 نقطة حدودية، وانسحاب إسرائيل من القسم اللبناني لبلدة الغجر.
وقال مطّلعون إن حراك هوكشتين «يعبّر عن رأي موجود لدى قسم من الإدارة الأميركية يسعى لمنع التصعيد، خاصة في هذا الظرف وهذا التوقيت الذي يشهد عرقلة كبيرة في المحادثات الأميركية – الإيرانية التي كانت قائمة في عمان”، فضلاً عن “الابتزاز الكبير الذي تمارسه إسرائيل على الدول الغربية من باب المستوطنين في الشمال الذين يرفضون العودة إلى مستعمراتهم إلا بعد تراجع حزب الله عن الحدود”.
وكشف المطّلعون عن أن “الاتصالات الغربية مع لبنان لم تتوقف، وكلها لا تزال تحت سقف التحذير من أي تصعيد، وقد ازدادت وتيرة الاتصالات في الأيام الأخيرة بسبب الضغط الإسرائيلي على واشنطن من أجل التوصل إلى حل يتيح عودة مستوطنيها، وإلا لن يكون أمامها سوى خيار التصعيد”.
وقالت مصادر مطلعة لـ “الديار” ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ممثلا اللجنة الخماسية سيزور بيروت في شهر كانون الثاني للتهدئة او لتخفيف وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة. وسيتطرق لودريان الى الشغور الرئاسي ايضا خلال زيارته، ولكن ليس معلوما اذا كان سيطرح اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية كخيار ثالث.
وبدوره، يزور الموفد الاميركي اموس هوكشتاين بيروت قريبا للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الجبهة الجنوبية المشتعلة وكيفية منع التصعيد لعدم الوصول الى حرب شاملة بين لبنان و”اسرائيل”.
وكشفت أوساط ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أنّ “حزب الله” أرسل أخيراً عن طريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وغيره الى اللجنة الخماسية والدوائر الديبلوماسية، أنه على استعداد لتنفيذ القرار 1701، لكنّه لا يقبل تنفيذ القرار تحت سلطة معادية له، بل يطالب بسلطة تشكّل ضمانة له فلا يكون خروجه من جنوب الليطاني على قاعدة وجود سلطة ورئيس للجمهورية يطعنانه في ظهره، وهو يطالب بتطمينات سياسية مقابل تنفيذ القرار 1701″.
كذلك، تبلّغ لبنان مجدداً نيّة حكومة بنيامين نتنياهو فتح الجبهة اللبنانية والذهاب إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد “حزب الله”. ووصلت رسائل إلى الجهات الرسمية مفادها أنّ الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على إسرائيل، لم تفلح حتى الآن في إسقاط احتمال ذهاب إسرائيل إلى حرب مفتوحة مع لبنان.
وكتبت” النهار”: الخواء السياسي الداخلي ترك لبنان في حالة سلطوية وسياسية لم يعرف مثيلا لها حتى في تجارب الحرب، اذ تأفل سنة وتحل سنة جديدة ولا من مسؤول او سلطة يملكان التوجه الى اللبنانيين بما يضيء على ما ينتظرهم او بما يشكل الحد الأدنى من ضمانات مطمئنة الى حلول آتية. بل ان الأنكى من هذا الخواء الرسمي والسياسي المسؤول، ان وجهي الازمة الداخلية والحدودية ينتظران سواء بسواء تدخلا خارجيا من هنا ووساطة خارجية من هناك لكي يصار الى تحريك الجهود الآيلة الى منع انزلاق غدا اكثر من خطير في الأيام الأخيرة نحو اتساع المواجهة على الحدود الجنوبية، كما الى احياء “رميم” الوساطات حيال ازمة الفراغ الرئاسي وتداعياتها المختلفة.
ولعل الجديد الوحيد الذي يعتد به في هذا السياق برز مع معلومات ترددت في الساعات الأخيرة، وان لم تتأكد رسميا بعد، حيال اعتزام البيت الأبيض إعادة ايفاد كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت في منتصف كانون الثاني المقبل لإحياء جهوده في شأن ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل علما ان هذه المهمة تأتي في عز تصاعد المواجهات الميدانية بين إسرائيل وحزب الله، وربما تشكل محاولة أميركية متقدمة لتبريد المواجهات والشروع في وساطة جدية تعيد زمام الأمور الى الديبلوماسية. وبرز في هذا السياق تحذير جديد اطلقه امس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من ان “تبادل إطلاق النار عبر حدود إسرائيل ولبنان ينذر بتصعيد أوسع ويؤثر على الاستقرار”.
ومع انتهاء مهمة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والاستعدادات لوصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون قبل منتصف الشهر المقبل، كتب هوكشتاين على حسابه عبر منصة “أكس”: “نودع اليوم دوروثي شيا، إحدى أفضل الديبلوماسيين لدينا وأفضل سفيرة للولايات المتحدة في لبنان”.
وتوجّه هوكشتاين إلى شيا، قائلاً: “بطلة عظيمة لعلاقة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، كان شرفًا وامتيازًا أن يكون لدينا شريكة متميزة في بيروت، لقد حققنا الكثير وسنفتقدك”.
Related Posts