الجنوب المتفجّر يرفع منسوب القلق.. و”حزب الله” يؤكد: نحن في حرب حقيقية وتجاوزنا قواعد الاشتباك

تُرخي عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة برودة على الجبهة السياسية على أن يعود النشاط السياسي صباح الأربعاء المقبل. في المقابل بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها بوتيرة أقل من أمس الأول، في ظل استمرار القصف المتبادل بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله ، بموازاة تلقي لبنان المزيد من الرسائل الأميركية والأوروبية تحذر من تطور الوضع الى الأسوأ على الحدود .

وأكدت أوساطٌ مقرّبة من حزب الله لـ”الديار” أنّ المقاومة تخوض حرباً حقيقية مع العدو الاسرائيلي حيث استخدمت فيها كل انواع الاسلحة، كما أنّ 400 عملية عسكرية نفذها حزب الله، وعدد الشهداء اللبنانيين تجاوز المئة.

ولفتت هذه الاوساط إلى أنَّ اسرائيل بدورها اعتدت بمئات المرات على جنوب لبنان وتستخدم طائراتها الحربية لقصف مراكز عديدة في الجنوب، الى جانب استهدافها منازل راح ضحيتها مواطنون مدنيون وتكرار قتلها عن سابق تصور وتصميم للصحفايين الذين يغطون الاحداث الحاصلة على الحدود.

وتابعت الاوساط نفسها بانه صحيح ان الاشتباكات لا تزال تحصل في القرى الحدودية الجنوبية ولم تنتقل الى كل لبنان، انما هذا الوضع لا يعني ان ما يجري جنوبا ليس حربا مع جيش العدو.

أما عن التهديدات الاسرائيلية، سواء من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو او الوزير في حكومة الحرب بني غانتس لحزب الله بابعاده الى شمال الليطاني، فلا معنى لها وهدفها تسويق داخلي، لأن المستوطنين غير مقتنعين بأن حكومتهم وجيشهم قادران على حماية الحدود الشمالية.

وكشفت هذه الأوساط أنّ هذه التهديدات للمقاومة هي محاولة من اسرائيل لتغطية المأزق العسكري والميداني الذي يشهده جيشها في غزة.

وأوضحت الاوساط ان حزب الله لن يناقش اي موضوع ذي مسعى سياسي متصل بقرار 1701 حيث قال الحزب للموفدين الغربيين ان الموضوع متروك للميدان في غزة، وبالتالي لن يوقف الحزب عملياته حتى تنتهي حرب غزة.

وحول اغتيال اسرائيل للعميد في الحرس الثوري الايراني رضى موسوي، وضعت اوساط المقاومة هذا الاغتيال في خانة اتهام اسرائيل لايران بانها تدعم أخصام الكيان الإسرائيلي بأوجه متعددة، وخير دليل على ذلك أنّ تل أبيب أعلنت بوضوح انها تخوض الحرب على سبع جبهات.

وشددت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ”البناء” على أنه لا مؤشرات على الحدود توحي بأن جيش الإحتلال الإسرائيلي يحضّر لحرب على لبنان، وقد يقوم بعملٍ عدواني بالقصف من الجو على قرى ومدن جنوبية كما يفعل منذ بداية الحرب حتى الآن وقد يوسع هذا القصف أكثر، لكن لا يستطيع القيام بعملية برية في الجنوب لأنه يعلم كلفتها الباهظة على الصعد العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية ولن يخرج منها إلا مهزوماً، حيث أن المقاومة أعدّت الكثير من المفاجأت على كافة الصعد، ما يمكنها من إلحاق هزيمة كبيرة بالكيان الإسرائيلي تضاف إلى هزائمه المدوية في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي حتى الآن.

وأضافت الأوساط أن غرق جيش الاحتلال وتعرّضه في غزة لخسائر كبيرة لم يشهده من قبل بشرياً ومادياً دفعته الى سحب ألوية من النخبة من الميدان إضافة الى أن الجيش ينتشر على أكثر من جبهة في غزة والضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان وسورية من الجولان وعلى تخوم البحر الأحمر مع معلومات عن انتشاره على الحدود مع الأردن بعد حصول عمليات تسلل مؤخراً، كل ذلك لا يسمح له بإرسال فرق من الوحدات الخاصة للدخول برياً الى لبنان، علماً أنه سحب عشرة آلاف ضابط وجندي إسرائيلي من الجبهة الشمالية مع لبنان الى غزة منذ أسابيع”.

وأكدت الجهات الميدانية بأن “العدو الإسرائيلي يتكبّد خسائر كبيرة في الجبهة الشمالية بفعل عمليات المقاومة في لبنان ويتكتم عنها ويفرض رقابة عسكرية على أي معلومات بشأن خسائره”، وسألت: “فكيف بحال دخل الى لبنان بحرب برية؟ بالتأكيد سيتكبّد خسائر أكثر بكثير مما يتكبده في غزة”.

ووضعت التهديدات الإسرائيلية للبنان في إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله لتهدئة الجبهة في الجنوب، لكن المقاومة لن توقف عملياتها قبل توقف الحرب في غزة، مع تحسبها واستعدادها لكافة الاحتمالات.

اليونيفيل

وذكرت نائبة الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” كانديس ارديل، أنّ “حادثة الاعتداء على القوات الدولية هي انتهاك للقانوني الدولي والقرار 1701 والقانون اللبناني”، في إشارة إلى حادثتي بلدتي الطيبة وكفركلا.

وشددت على ضرورة أن “تمنح اليونيفيل حرية الحركة لتتمكن من اداء مهماتها”، معربة عن قلقها من التطورات جنوباً بحيث يمكن ان تؤدي اي حادثة الى تصعيد غير مسبوق.

ولفتت ارديل إلى “أننا نتعاون وننسق مع السلطات اللبنانية بشكل متواصل في موضوع الحادثتين هذ االأسبوع، والأمر جدّي للغاية بالنسبة إلينا، لأن العناصر هم من حفظة السلام هنا في جنوب لبنان لتأمين الاستقرار والسلام في المنطقة واي اعتداء عليهم نأخذه على محمل الجد وهو انتهاك للقانون الدولي والـ1701 وللقانون اللبناني وقد طلبنا من السلطات اللبنانية التحقيق في الموضوع لمنع تكراره لأن النساء والرجال يتواجدون هنا في جنوب لبنان لمساندة الشعب، والتأكد من العودة الى الوضع الذي كنا عليه من قبل”.

وحول موضوع حرية التحرك للقوات الدولية، اعتبرت ارديل أن “من الأهمية بمكان أن نتمتع بحرية الحركة والا سنكون عاجزين عن تطبيق القرار 1701 والذي يهدف الى اعادة لبنان الى حالة الاستقرار والأمن وان لم نتمتع بحرية الحركة لن نتمكن من القيام بمهامنا”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal