مطرانان لبنانيان يلتقيان الرئيس الاسرائيلي.. أكثر من تطبيع وتجاوز فاضح للقوانين!.. غسان ريفي

شكلت مشاركة المطرانين موسى الحاج وكميل سمعان مع عدد من المطارنة في لقاء الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتزوغ ووزير داخليته موشيه أربل، صدمة كبرى في الأوساط اللبنانية، كونها تتزامن مع العدوان الاسرائيلي على غزة التي يرتكب فيها العدو مجازر وحشية بحق المدنيين، وعلى جنوب لبنان منذ أكثر من 80 يوما، وتشكل في الوقت نفسه خرقا فاضحا للقانون اللبناني الذي يمنع أي شكل من أشكال التطبيع أو إقامة العلاقات مع الكيان الغاصب، فكيف بزيارة مطرانين لبنانيين الى رأس هذا الكيان الذي يكتب على الصواريخ التي تطلق على غزة وجنوب لبنان لقتل المدنيين عبارة “نثق بكم” في إشارة الى جيش الاحتلال الاسرائيلي.

اللافت، أن هذه القضية رغم خطورتها لم يصر الى إثارتها على المستوى الرسمي والقانوني، ربما خوفا من ردات فعل طائفية، خصوصا أن المطران الحاج وهو رئيس أبرشية حيفا المارونية سبق وأوقف لعدة ساعات في شهر تموز الفائت على معبر الناقورة البري عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، بعدما وجد الأمن العام معه مبالغ مالية تُقدر بـ460 ألف دولار، أكد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي يومها أن “هذه الأموال ليست ملك الكنيسة إنّما مصدرها من عملاء مقيمين في إسرائيل قاموا بإرسالها الى عائلاتهم في لبنان”، مؤكدا أنها “تخضع للأحكام القانونية اللبنانية المتعلّقة بكلّ ما يدخل لبنان من الأراضي المحتلة وتطبق على كلّ قادم منها.”

وبغض النظر عن القانون اللبناني الذي لم يطبق في المرة السابقة بحق المطران الحاج بعدما تحولت قضية توقيفه لساعات ومصادرة الأموال منه الى أزمة طائفية، إستثمر فيها جهات عدة لا سيما المارونية منها، فإن الزيارة تجاوزت التطبيع الى العلاقات المباشرة مع العدو الاسرائيلي، مع قيام المطرانين الحاج وسمعان بزيارة رمز الكيان الغاصب في مقره الرئاسي وإلتقاط الصور معه، في وقت توثق فيه كاميرات وسائل الاعلام على مدار الساعة عشرات المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والتي حصدت أكثر من 20 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 52 ألف جريح، وأكثر من 7 آلاف مفقود ودمرت الكنائس وقتلت الصحافيين وصولا الى لبنان.

ولا شك في أن المطرانين لم يكونا مضطرين على القيام بهذه الزيارة، خصوصا أن كثيرا من مطارنة فلسطين رفضوا تلبية دعوة الرئيس الاسرائيلي، وبالتالي فإن الزيارة تمت عن سابق تصور وتصميم وشكلت ضربا لكل المعايير القانونية والوطنية والانسانية والدستورية والأخلاقية، علما أن النائب في الكنيست أيمن عودة علق على قيام الرئيس الاسرائيلي بالكتابة على الصواريخ قبل إطلاقها على غزة، معتبرا أن “هذا يجعلنا في قلب الفاشية”.

وفي هذا الاطار، تقدمت هيئة ممثلي الأسرى المحررين بإخبار الى النيابة العامة العسكرية ضد كل من المطرانين موسى الحاج وكميل سمعان، وذلك بسبب تواصلهما مع الرئيس الاسرائيلي، مؤكدة أنها “ستلاحق كل مطبع ومتعامل مع العدو أمام المراجع القضائية المختصة”.

وأكدت الهيئة في بيان أن “القانون اللبناني ينص على تجريم التطبيع والتواصل مع الجيش والمسؤولين الاسرائيليين بشكل واضح وصريح وبكل أشكاله”.

من جهته قال ممثل الهيئة الأسير المحرر نبيه عواضة لـ”سفير الشمال”: “ما حصل هو أمر خطير جدا، وزيارة المطرانين الى الرئيس الاسرائيلي ليس لها تفسير سوى الامعان في التطبيع وهذا ما يجب أن تتصدى له الدولة اللبنانية بناء للقوانين المرعية الاجراء، لذلك، فإننا لجأنا الى القضاء وقدمنا إخبارا بحق المطرانين، وأعتقد أنه لو تمت محاكمة المطران الحاج في المرة السابقة عندما كان ينقل أموالا من العملاء الى عائلاتهم، لما تجرأ على القيام بهذه الخطوة التي تضرب القانون اللبناني وتضحيات المقاومين ودماء الشهداء والقضية الفلسطينية بعرض الحائط، لكن إذا لم تُحاكم فإصنع ما شئت.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal