لعدم الاستثمار في إحراق شجرة الميلاد.. طرابلس لن تغيب عن العيد!.. غسان ريفي

تجتمع طرابلس على إدانة وإستنكار إحراق شجرة الميلاد في كنيسة مار جاورجيوس في الزاهرية ومحاولة إحراق شجرة ثانية أضيئت مساء أمس في مستديرة النيني، وهذا أمر طبيعي، فالفيحاء بمسلميها ومسييحيها كانت وما تزال وستبقى تعيش فرح الميلاد ومعانيه، وتتمسك بالعيش الواحد الذي لا يختلف عليه إثنان من أهلها.

أما وقد أقدم شخص أو أكثر من الموتورين على إحراق الشجرة عشية العيد، فإن الأمر لا يعدو كونه عملا فرديا جبانا لا يمت بصلة الى طرابلس ولا الى مبادئ وأخلاق وإيمان ووطنية أهلها الحريصين على صورة مدينتهم التي يدأب البعض على تشويهها في كل مناسبة لا بل في كل يوم، في ظل المؤامرة المستمرة عليها والتي يجب على كل أبناء المدينة التنبه لخطورتها وعدم فتح الأبواب لها.

لا شك في أن بعض بيانات ومواقف الاستنكار والادانة مطلوبة للتأكيد على رفض هذا التصرف الفردي الأرعن، لكن أن يتحول الأمر الى بازار يتنافس فيه من يسعون الى شعبوية هنا أو الى إثبات حضور هناك أو إستثمار طائفي هنالك أو الى تعويض غياب نيابي وسياسي، فهو أمر لا يخدم طرابلس، خصوصا أن البعض بدأ عن قصد أو عن غير قصد بإستهداف المدينة التي دفعت وما تزال تدفع ثمن الاتهامات التي تلصق بها زورا ويسعى أصحابها الى ضرب حضورها الوطني والاساءة الى سمعتها بشكل دائم.

لن يبدل إقدام شخص على إحراق شجرة الميلاد من حقيقة طرابلس الغنية بتنوعها وتعايشها، فالمدينة التي تضم في جنباتها أكثر من عشر كنائس لطوائف مسيحية مختلفة، وشوارع: مار مارون، والمطران، والكنائس، والسيدة، والراهبات، ومار إلياس، والمطران يوحنا الحاج، والمطران جبرائيل طوبيا، والمطران إلياس نجمة، والمطران إلياس قربان والمطران أنطون جبير، والمطران أنطون عبد، لن يضيرها عملا فرديا من هنا أو إستهدافا طائفيا من هناك.

لذلك، فإن ما حصل يجب أن يوضع في إطاره الفردي الضيق، وأن يُعهد به الى الأجهزة الأمنية المعنية التي من أبسط واجباتها أن تكشف عمن أحرق شجرة الميلاد وبأقصى سرعة لقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر، وأن تسارع الى تفعيل حضورها في المدينة التي يتجرأ كثيرون على خرق أمنها وإستقرارها ويمعنون في ضرب هيبة تلك الأجهزة.

مع إحراق شجرة الميلاد فجر هذا اليوم، وفي ظل سيل البيانات التي صدرت، تذكّر الطرابلسيون أن لديهم نائبا عن المقعد الماروني منحوه أصواتهم في الانتخابات الماضية ثم فقدوه، وهو عاد أمس على عجل ببيان إستنكار، في حين أن تفعيل الوجود المسيحي في طرابلس وحماية الشعائر المسيحية والحفاظ على التنوع الاسلامي المسيحي فيها لا يحتاج الى بيانات ولا الى مواقف سياسية ولا سيادية، بل يترجم بالحضور الفعلي واليومي سياسيا وإنمائيا وخدماتيا، وبالتلاقي النيابي الطرابلسي، خصوصا أن نواب المدينة الثمانية لم يعقدوا إجتماعا للبحث في أزماتها ومشاكلها منذ أكثر من ستة أشهر.

Post Author: SafirAlChamal