الفشل يلاحق إسرائيل عسكريا وسياسيا في غزة.. ماذا عن الهدنة الثانية؟!.. غسان ريفي

قدمت عملية “جحر الديك” التي نفذتها كتائب القسام ضد جنود العدو الصهيوني والتي نشر الاعلام العسكري تفاصيلها المصوّرة، دليلا قاطعا على أن جيش الاحتلال لم يسيطر على أي شبر لا في شمال غزة ولا في جنوبها، وأن الفشل ما يزال يلاحقه، خصوصا أن هذه النقطة كانت الهدف الأول له منذ بدء العملية البرية ولم يتمكن من تثبيت نفسه فيها.

يؤكد نجاح هذه العملية أن المقاومة الفلسطينية وبعد 73 يوما على العدوان، ما تزال تمتلك القدرة على تنفيذ العمليات وتحقيق الاصابات والأهداف، وأن التنسيق والترابط بين القاعدة والقيادة مستمر، بما يمكنها من إيصال المعلومات والاعلان عن عدد العمليات والهجمات وتصوير الأفلام وإنتاجها وتسويقها وتقديمها للعالم لتأكيد سيطرتها على مجريات الميدان، ولدحض الروايات الاعلامية الاسرائيلية التي بات العالم بأجمعه يدرك بأنها تفتقر الى المصداقية.

لا شك في أن رفض المقاومة الفلسطينية الدخول في أي تفاوض حول الأسرى ما لم يتم وقف إطلاق النار في غزة، يؤكد أنها ما تزال تتسلم زمام المبادرة، ويضاعف في الوقت نفسه من مصداقيتها لدى الاسرائيليين أنفسهم لا سيما أهالي الأسرى الذين كانوا ينتظرون أن تسفر العملية البرية عن تحرير أبنائهم كما وعدهم نتنياهو، لكنهم فوجئوا أنها تسببت بمقتل بعضهم بفعل الارباك الذي يسيطر على جيش الاحتلال، في حين أن 84 أسيرا و24 من الأجانب خرجوا بسلام وبصحة جيدة بواسطة الصليب الأحمر الدولي عندما حصلت الهدنة.

لذلك، فإن الهوة تزداد توسعا بين الشارع الاسرائيلي وبين أركان القيادة الحربية، بإعتبار أن العملية البرية فشلت في تحقيق هدفها، فلم يتم القضاء على حماس، ولم يتم تحرير الأسرى.

هذه الهوة تستفيد منها المعارضة الاسرائيلية التي تطالب نتنياهو بالتنحي محملة إياه مسؤولية أكبر إخفاق عسكري في تاريخ الكيان الصهيوني، وتدعو الى إجراء إنتخابات جديدة ولو ضمن الحرب القائمة، في وقت يبدو فيه أن رضوخ إسرائيل لـ”هدنة ثانية” ووقف لإطلاق النار بات قريبا بعدما فقدت كل الذرائع لإستمرارها بالعملية البرية التي تتعرض يوميا لنكسات تؤكد زيف الادعاءات الاسرائيلية وتظهر للعالم أن حماس ما تزال على جهوزيتها التي لم تتمكن إسرائيل النيل منها لا في الأنفاق ولا في المراكز ولا في الاغتيالات ولا في الاعتقالات للمقاومين.

وما يدعو للسخرية هو ما كشفه أطباء في مستشفى كمال عدوان بأن الجيش الاسرائيلي أجبر مدنيين مصابين على حمل السلاح الخاص بمقر وزارة الداخلية الموجود في المستشفى لتصويرهم على أنهم مقاومين سلموا أنفسهم له.

في السياسة، ما كان يحكى أميركيا في الدوائر الضيقة خرج مؤخرا الى العلن، ليُظهر حجم التباين القائم بين الادارة الأميركية وحكومة الكيان الغاصب، مع شعور الولايات المتحدة بالعزلة نتيجة الفيتو الأخير الذي وضعته في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد وقف إطلاق النار بخلاف الأكثرية الساحقة للدول التي لم تعد تحتمل المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين، ولم تعد قادرة على مواجهة الرأي العام العالمي الضاغط الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، خصوصا بعد إدراك الجميع أن ما يستطيع نتنياهو فعله هو فقط قتل المدنيين وتدمير البيوت أما أهداف الحرب التي وضعها فهي باتت من الماضي، لذلك يجب وضع حد لهذا الاجرام المتمادي بحق الانسانية.

تشير المعلومات الى أن إجتماعا عقد في النروج بين مسؤولين قطريين ومسؤولين إسرائيليين لطرح هدنة جديدة يمكن من خلالها إطلاق دفعة جديدة من الأسرى، وتقول بعض المصادر أنه لم يعد أمام الاسرائيلي سوى الرضوخ لهذه الهدنة، إنطلاقا من الضغط الذي يمارس عليه داخليا وخارجيا بسبب فشل أهداف الحرب، وبالتالي لا بد من الركون الى الحل الدبلوماسي لإطلاق سراح الأسرى!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal