مَا بَعْدَ اَلطُّوفَانِ تَحَدَّثَ اَلْكَثَيْر مَنْ اَلْمُحَلِّلِينَ وَالْبَاحِثِينَ وَالْمَشَطَطِينْ عَنْ اَلْحَرْبِ اَلْكَوْنِيَّةِ (طُوفَانُ اَلْأَقْصَى) عَلَى كُلِّ اَلْمُسْتَوَيَاتِ اَلسِّيَاسِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَلَكِنْ، هُنَاكَ نُقْطَةٌ أَسَاسِيَّةٌ لَمْ يَتَحَدَّثْ عَنْهَا أَحَدُ أَلَّا وَهِيَ مَا بَعْدَ طُوفَانِ اَلْأَقْصَى، هَذَا اَلطُّوفَانِ اَلَّذِي حَرَّكَ اَلْكُرَةَ اَلْأَرْضِيَّةَ عَلَى كُلِّ اَلْمُسْتَوَيَاتِ وَلَهَا أَهْدَافٌ عَدِيدَةٌ، أَهَمُّهَا مُحَاوَلَةُ وَضْعِ اَلْجَبِيرَةِ عَلَى قَدَمِي هَذَا اَلْكِيَانِ اَلْمَكْسُورِ وَالْمَيِّتَ حُكْمًا وَلَنْ تَسْتَطِيعَ هَذِهِ اَلْجَبِيرَةِ عِلَاجَ تِلْكَ اَلْكَسُورْمَهَمَا فَعَلَتْ وَلِسَبَبٍ بَسِيطٍ أَنَّ هَذَا اَلْكَسْرِ هُوَ اَلظَّاهِرُ فَقَطْ أُمًّا اَلدَّاخِلِ فَهُوَ فِي اَلْقَلْبِ وَلَا عِلَاجَ لَهُ.
وَبِسُرْعَةِ يُمْكِنُ أَنْ نُشَخِّصَ اَلْمَرَضُ عَلَى شَكْلِ اَلْوَرَمِ اَلسَّرَطَانِيِّ بِحَيْثُ أَنَّهُ مِنْ اَلْمَعْلُومِ لَدَى اَلْأَطِبَّاءِ أَنَّ اَلْوَرَمَ اَلسَّرَطَانِيَّ اَلْمُسْتَفْحِلَ بِجِسْمِ اَلْمِنْطَقَةِ وَالْعَالَمِ بِحَاجَةِ لِجِرَاحَةٍ مِنْ أَجْلِ اَلِاسْتِئْصَالِ وَمِنْ اَلْمَعْرُوفِ اَيْضَآْ عَلَى اَلْمُسْتَوَى اَلطِّبِّيِّ أَنَّ هَذَا اَلْوَرَم بِحَاجَةِ لِعِلَاجٍ كِيمْيَائِيٍّ وَمَا يَفْعَلُهُ ذَلِكَ اَلْعِلَاجِ اَلْمُؤْلِمِ أَنَّهُ يُؤْخَذُ عَلَى جُرُعَاتٍ قَبْلَ اَلْعَمَلِ اَلْجِرَاحِيِّ وَالْهَدَفِ هُوَ تَحْجِيمُ اَلْوَرَمِ مِنْ أَجْلِ اَلْعَمَلِ اَلْجِرَاحِيِّ.
وَلَكِنْ، اَلْمُشْكِلَةُ هُنَا أَنَّ هَذَا اَلْمَرَضِ اَلْخَبِيثِ عِنْدَمَا يَكُونُ مُنْتَشِرًا فِي اَلْجِسْمِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ عِنْدَهَا لَا يَنْفَعُ اَلْعَمَلُ اَلْجِرَاحِيُّ وَيُمْكِنُ فَقَطْ لِلْمَرِيضِ أَنْ يَعِيشَ فَتْرَةً مِنْ اَلزَّمَنِ وَبَعْدَهَا اَلْمَوْتُ لَا مَحَالَةً، هَذَا هُوَ حَالُ دَوْلَةِ اَلْكِيَانِ اَلصَّهْيُونِيِّ حَالِيًّا وَبَقِيَّةُ دُوَلِ اَلْعَالَمِ اَلْمُسَانَدَةِ اَلَّتِي هَرِعَتْ مِنْ أَجْلِ أَنْ تُحَاوِلَ مساعِدَة هَذَا اَلْجَسَدِ اَلْمَسْمُومِ بِإِعْطَاءِ اَلْعِلَاجِ اَلْكِيمْيَائِيِّ مِنْ خِلَالِ اَلدَّعْمِ وَلَكِنْ لَا نَجَاةً وَلَا شِفَاءً بَلْ اَلْمَوْتَ اَلْحَتْمِيَّ.
هُنَا يَكْفِي اَلْحَدِيثُ وَالْفَلْسَفَةُ عَنْ هَذَا اَلْوَرَمِ اَلزَّائِلِ وَلَكِنَّ اَلْمُشْكِلَةَ اَلْفِعْلِيَّةَ اَلَّتِي تَرَسَّخَتْ مِنْ اَلْيَوْمِ وَصَاعِدًا هُوَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْرِيَ فِي اَلْعَالَمِ مَا بَعْدَ طُوفَانِ اَلْأَقْصَى وَهُنَا نَدْخُلُ فِي طُوفَانِ اَلْعَالَمِ وَهُوَ اِمْتِدَادٌ لِذَلِكَ اَلطُّوفَانِ مَعَ فَارِقٍ وَاحِدٍ أَنَّ اَلطُّوفَانَ اَلْأَوَّلَ مُحِقٌّ بِكُلِّ مَعَانِيهِ عَلَى اَلْمُسْتَوَى اَلْفِلَسْطِينِيِّ وَالْإِسْلَامِيِّ وَالْإِنْسَانِيِّ، وَلَكِنَّ اَلْمُشْكِلَةَ تَكْمُنُ فِي اَلطُّوفَانِ اَلْعَالَمِيِّ اَلْقَادِمِ.
لَوْ نَظَرْنَا إِلَى اَلْإِعْلَامِ وَالتَّرْكِيزِ بِشَكْلٍ عَامٍّ عَلَى مَشَاهِدِ اَلدَّمَارِ وَالْقَتْلِ اَلْمُتَعَمَّدِ وَتَحْدِيدًا اَلْأَطْفَالُ وَالنِّسَاءُ وَالشُّيُوخُ لِوَصْلِنَا إِلَى نَتِيجَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَّ اَلْمَشَاهِدَ قَدْ وَصَلَ إِلَى مَرْحَلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نُسَمِّيهَا إِدْمَانَ مُشَاهَدَةِ اَلْقَتْلِ وَالدَّمَارِ وَتَحْدِيدًا اَلْأَطْفَالُ، أَوْ ثَقَافَةِ اَلْمَوْتِ وَعَدَمِ اَلْإِنْسَانِيَّةُ أَوْ يُمْكِنُ أَنْ تَحْسِمَ بِمُصْطَلَحٍ وَاحِدٍ أَلَّا وَهُوَ ( اَلتَّوَحُّشُ ) لِذَلِكَ يَجِب اَلنَّظَرُ إِلَى نِقَاطٍ عَدِة فِي اَلْكُرَةِ اَلْأَرْضِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ تُشَاهِدَ اَلتَّوَحُّشَ عَبْرِ نَفْسِ اَلشَّاشَاتِ اَلْإِعْلَامِيَّةِ، عَلَى اَلْمُسْتَوَى اَلْإِعْلَامِيِّ وَهَذَا هُوَ اَلْخَطِيرُ بِالْأَمْرِ أَنَّ اَلْعَالَمَ أَصْبَحَ جَاهِزا لِرُؤْيَةِ اَلدَّمَارِ وَالْقَتْلِ بِالشَّكْلِ اَلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَنَرَاهُ فِي غَزَّةَ وَعَنْ قَصْدٍ.
لِذَلِكَ يَجِبُ اَلِانْتِظَارُ لِمَا سَيجْرِي فِي اَلْمُسْتَقْبَلِ اَلْقَرِيبِ فِي أَكْثَرَ مِنْ مِنْطَقَةِ عَبْرَ اَلْعَالَمِ، مِنْهَا تَايْوَان وَالصِّينُ وَهِيَ مُشْكِلَةٌ مُتَأَصِّلَةٌ وَأَصْبَحَتْ جَاهِزَةً لِتِلْكَ اَلْمَشَاهِدِ اَلْمُتَوَحِّشَةِ بِسُهُولَةِ مِنْ خِلَالِ اَلِاعْتِيَادِ اَلَّذِي حَصَلَ وَيَحْصُلُ فِي غَزَّةَ وَلَا ضَيْر فِي أَنْ نَرَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ كَانَ مِنْ اِسْتِخْدَامٍ وَسَحَقَ تَايْوَان بِمَنْ فِيهَا عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا وَلَنْ تَسْتَطِيعَ أَمْرِيكَا وَمِنْ مَعَهَا أَنْ تَقُولَ لِمَاذَا هَذَا اَلْعَمَلِ، وَلَكِنَّ اَلضَّرْبَةَ اَلْكُبْرَى اَلَّتِي لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَيْهَا اَلِاتِّحَادُ اَلْأُورُوبِّيُّ فَهِيَ أُوكْرَانْيَا وَهُنَا يُمْكِنُ أَنْ نَقُولَ وَدَاعًا أُوكْرَانْيَا بِمَنْ فِيهَا فِي اَلْمُسْتَقْبَلِ اَلْقَرِيبِ.
أَيْضًا اَلْوَضْعَ عَلَى اَلْحُدُودِ بَيْنَ فِنْزِوِيلَا وَغَوَيَانَا، لَا يُبَشِّرُ بِالْخَيْرِ فِي ظِلِّ حَشْدِ 4 جُيُوشِ “فِنْزِوِيلَا ، غَوَيَانَا ، اَلْوِلَايَاتُ اَلْمُتَّحِدَةُ وَالْبَرَازِيلُ”، لِقُوَّاتِهَا فِي اَلْمِنْطَقَةِ فِي ظِلِّ اَلِاسْتِعْدَادَاتِ اَلْفِنْزِوِيلِيَّةِ مِنْ أَجْلِ اَلسَّيْطَرَةِ عَلَى إِقْلِيمٍ مُتَنَازَعٍ عَلَيْهِ وَكُرَةُ اَلثَّلْجِ تَتَدَحْرَجُ بِشِدَّةِ نَحْوَ اَلذَّهَابِ لِلْحَرْبِ وَأَنَّ كُلَّ اَلْأَطْرَافِ تَضَعُ يَدَيْهَا عَلَى اَلزِّنَادِ فِي اِنْتِظَارِ خُرُوجِ أَوَّلِ طَلْقَةٍ لِبَدْءِ اَلْحَرْبِ وَهُنَا سَتَجِدُ اَلْوِلَايَاتِ اَلْمُتَّحِدَةَ اَلْأَمْرِيكِيَّةَ فِي قَلْبِ هَذَا اَلتَّوَحُّشِ بِمَعْنَى أَنَّ اَلنَّارَ سَتَأْكُلُ هَذَا اَلْوَحْشِ اَلْأَمْرِيكِيِّ اَلصَّهْيُونِيِّ اَلْعَالَمِيِّ لَا مَحَالَةً وَهَذَا بِفَضْلِ غَزَّةَ وَدِمَاءِ غَزَّةَ وَأَطْفَالِ غَزَّةَ وَحِجَارَةِ غَزَّةَ وَالْفَضْل اَلْأَكْبَر هُوَ صُمُودُ غَزَّةَ وَالِانْتِصَارِ عَلَى اَلْمَشْرُوعِ اَلصَّهْيُونِيِّ وَإِنْهَاءُ أُسْطُورَةٍ (دَوْلَةُ إِسْرَائِيلَ) اَيْضَآْ إِضَافَةً إِلَى مَنَاطِقِ أُخْرَى فِي اَلْعَالَمِ سَيُطَبَّقُ فِيهَا نَفْسُ اَلتَّوَحُّشِ إِذَا لَمْ يَكُنْ أَكْبَر، إِذَا اَلْمُشْكِلَة فِي اَلْعَالَمِ اَلْيَوْمِ هِيَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُكَوِّنَ اَنْسَانْآْ ؟ لِذَلِكَ اَلْمَطْلُوبِ اَلتَّخْفِيفِ مِنْ بَثِّ صُوَرِ اَلْقَتْلِ وَالدَّمَارِ وَالتَّوَحُّشِ عَبْرَ اَلشَّاشَاتِ وَبِشَكْلٍ دَائِمٍ، كُلُّ ثَانِيَةِ وَكُلَّ دَقِيقَةِ بِحَيْثُ أَنَّ اَلصُّورَةَ اَلْمَوْجُودَةَ لَدَى اَلْمَشَاهِدِ أَصْبَحَتْ جَاهِزَةً لِتَلَقِّي وَسَمَاعُ كُلِّ هَذَا بِالشَّكْلِ اَلْمَطْلُوبِ وَهُنَا دَخَلْنَا بِمُصْطَلَحٍ ( تَدْجِينُ اَلْمَشَاهِدِ ) لِلْقَبُولِ بِكُلِّ مَا يَصْدُرُ مِنْ أَوَامِرَ وَعَبَّرَ اَلْإِعْلَامُ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ وَهَذِهِ مُشْكِلَةٌ تَدْخُلُ ضِمْنَ إِطَارِ تَدْمِيرِ اَلْأَمْنِ اَلْمُجْتَمَعِيِّ فِي اَلْعَالَمِ، إِذًا غَزَّةُ وَطُوفَانهَا لَيْسَتْ مَحْصُورَةً فِي مِسَاحَةٍ جُغْرَافِيَّةٍ صَغِيرَةٍ فَقَطْ، بَلْ إِنَّ طُوفَانَ غَزَّةَ هُوَ طُوفَانُ اَلْكُرَةِ اَلْأَرْضِيَّةِ وَفِي اَلنِّهَايَةِ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ إِلَّا قَوْلٌ وَاحِدٌ غَزَّةَ اِنْتَصَرَتْ وَفِلَسْطِينُ سَتَتَحَرَّرُ مِنْ اَلِاحْتِلَالِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ .
“قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” ( سورة المائدة – الآية )23
غَزَّة هِيَ اَلْبَابُ وَمِنْ اَلْوَاضِحِ أَنَّهُ فَتْحُ وَأَصْبَحَ اَلطَّرِيقُ جَاهِزٌ لِإِنْهَاءِ اَلِاحْتِلَالِ هِيَ فَقَطْ قَضِيَّةَ وَقْتٍ وَلَكِنَّهُ لَن يَطُولَ..
Related Posts