الجولة الثانية من العدوان على غزّة.. مجازر وفظائع أكبر!.. عبدالكافي الصمد

إذا صدقت المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام أميركية، ومنها جريدة “المونيتور”، من أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد حدّدت بداية العام المقبل 2024 موعداً لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فإنّ هذا يعني على الأرجح بأنّ الأيام المتبقية حتى نهاية هذا العام ستشهد تدهوراً دراماتيكياً ودامياً في القطاع، سيكون أعنف من الذي شهده قطاع غزّة في الجولة الأولى من العدوان الإسرائيلي عليه.

فبعد الهدنة الهشّة التي استمرت 6 أيّام على مرحلتين، بدءاً من 24 تشرين الثاني الماضي، جرى خلالها تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإدخال قليل من المؤن والمحروقات والمستلزمات الطبية والأدوية إلى قطاع غزّة المحاصر، جدّد جيش الإحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، في جولة ثانية أعقبت الجولة الأولى التي اندلعت بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 تشرين الأوّل الماضي، ردّاً على الإنتهاكات الإسرائيلية المتمادية حيال المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية المحتلة.

أكثر من إنطباع أعطى إشارة واضحة أنّ الأيّام المقبلة ستشهد عنفاً أكبر من الجانب الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة، وارتكاب فظائع ومجازر وانتهاكات واسعة ضد المدنيين وأهالي القطاع، والمؤسسات الإستشفائية والتعليمية والبنى التحتية فيه، ستتجاوز ما ارتكبه الإسرائيليون في الجولة الأولى من العدوان.

آخر هذه الإنطباعات ما صرّح به مسؤولون في البيت الأبيض، يوم أمس الخميس، من أنّه “لسنا قريبين من التوصّل إلى اتفاق آخر لوقف الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة”، ما فُسر على أنّه إشارة خضراء أعطاها الأميركيون للإسرائيليين يسمح لهم بارتكاب المزيد من المجازر وممارسة دمار واسع في القطاع، يُعوّض عليهم الفشل الذي تلقوه في عدم تحقيقهم الأهداف التي أعلنوها عند بدء العدوان، ولم ينجحوا في إنجاز أيّ منها خلال الجولة الأولى.

في السّاعات الأربع والعشرين الماضية برز هذا التطوّر بشكل ملموس من خلال قيام جيش الإحتلال الإسرائيلي بعمليات تصفية ميدانية للعشرات في قطاع غزة بتهمة الإنتماء إلى حركات المقاومة، وإذلال المئات من أهالي القطاع بعد اعتقالهم ونزع ثيابهم عنهم وإجبارهم على الركوع في الشوارع والسّاحات وسط طقس بارد، في موازاة دعوات وجهها رجال دين يهود (حاخامات) إلى الإسرائيليين لكي يغتصبوا النساء الفلسطينيات في القطاع، إضافة إلى رفع مسؤولين إسرائيليين شعار أنّه “ليس هناك أبرياء في قطاع غزة” لتبرير إجرامهم وارتكاباتهم.

غير أنّ أسئلة كثيرة ستطرح بإلحاح خلال الأيّام المقبلة، من أبرزها: هل سيبقى العالم، ومعه العرب والمسلمون، واقفين يتفرجون على مجازر إسرائيل وعنفها المتمادي بحق أهالي القطاع، وكيف سيكون ردّ المقاومة عليها، وهل أنّ فترة السّماح التي أعطتها واشنطن للإسرائيليين ستكون كافية لتحقيق ما عجزوا عنه سابقاً أم سيجري تمديدها، ومن يضمن أن لا تتسع دائرة الحرب خارج نطاق القطاع إلى مناطق ودول أخرى على رأسها لبنان؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal