رسالة الوزيرة القطرية لولوة الخاطر لأهل غزة تثير تفاعلًا.. ماذا قالت؟

وجهت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، أمس الأحد، رسالة إلى سكان غزة خلال زيارتها للقطاع، وذلك على رأس وفد دبلوماسي.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤول عربي رفيع منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تأتي الزيارة للإشراف على عملية إدخال وتوزيع حزمة إضافية من المساعدات القطرية للشعب الفلسطيني، وذلك مع دخول  الهدنة المؤقتة يومها الثالث، حيث لعبت الدوحة دورًا أساسيًا في هذه العملية.

“.. ثم جاءت غزة”

بعد أن توقفت الخاطر عند عمليات تدفق المساعدات الإنسانية القطرية من معبر رفح إلى القطاع، في ظل الهدنة الإنسانية السارية حاليًا، وبعد إجراء عدة لقاءات داخل القطاع، قدمت الوزيرة القطرية  رسالة عبر مقطع فيديو لسكان غزة. قالت فيها:

“من داخل قطاع غزة من أرض الرباط جئتكم محملة برسالة إخاء ومحبة ورسالة تضامن وتعاضد من دولة قطر قيادة وشعبًا، وأقول لكم أننا وكل أحرار العالم معكم، والحق والإنسانية معكم، والله جل في علاه معكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله”.

وأضافت الخاطر في رسالتها: “يا أهل غزة لقد أحييتم الموات، وأيقظتم إنسانية العالم بعد سبات. قبلكم كانت كل الكلمات جوفاء، وكل الحكايا مكررة، وكل معاركنا اليومية تافهة، وكل الخطابات والبيانات لا معنى لها، كانت الأيام كلها تتشابه طواحين من الماديات والاستهلاكية والتجارة بكرامة الإنسان وشرفه بل وحياته”.

وأكملت :” هي طواحين ظلت تطحن ضمائرنا وتسحق أرواحنا، ثم جاءت غزة لتعيد ترتيب أولويات هذا العالم”.

“..حتى ترضوا”

وتابعت الخاطر: “لا أبالغ إذا قلت إنكم اليوم تعيدون لنا جميعًا إنسانيتنا التي سلبت منا أو ربما نسيناها، فطوبى لكم. وإننا لنعلم حق اليقين أنكم اليوم وحدكم من تدفعون ثمن ذلك كله. ثمن فضح ازدواجية المعايير، ثمن كسر آلة الاحتلال المتغطرسة، ثمن المنافحة عن مقدسات مليارات من المسلمين والمسيحيين حول العالم”.

وأكملت: “لذا يا أهلنا في غزة لست هنا في مقام التنظير واستخلاص الدروس فأنتم وحدكم اليوم من تعلموننا بدمائكم ودماء أطفالكم الزكية كيف تكون الكرامة وكيف تكون الحرية وكيف يكون الصمود وكيف يعود الإنسان أولًا”.

واستدركت خاتمة الرسالة بالقول: “لكنني هنا فقط لأقول: نحن معكم، فلكم العتبى حتى ترضوا، ولكم العتبى إذا رضيتم ولكم العتبى بعد الرضى، فاعذروا تقصيرنا، حفظ الله غزة وحفظ الله فلسطين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

تفاعل واسع

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع رسالة الوزيرة القطرية، حيث اجتاحت المنصات الإلكترونية، وتجاوزت مشاهدتها المليون في ساعات قليلة.

ونقل الآلاف من الناشطين العرب والفلسطينيين الرسالة، وقد وصف بعضهم الخاطر بـ”سيدة الأفعال”. وأشاد آخرون ب الدور الاستثنائي القطري، الذي تجلى بدخول وفد رسمي إلى القطاع في هذه الفترة تحديدًا.

وقال الناشط أحمد سلام: “دولة قطر تحسن اختيار سفرائها، كلمة ولا أروع لأهل غزة، فيها الفصاحة والعقيدة والضمير”.

من جهته، قال المحامي محمود سليم: “الحقيقة الجميع يتكلم، لكن هذه الوزيرة البطلة لولوة الخاطر قالت ما يلمس القلب، وتعبر عن كل إنسان عربي أصيل، وشهم، هذه السيدة مارست صلاحيتها في نصرة المظلوم، ولم تكتف بعملها داخل مكتبها، بل نزلت الميدان كمجاهدة”.

وكانت الخاطر قد أكدت في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، استعداد الدوحة الكامل لإرسال المزيد من المساعدات إلى غزة، مشددة على أن وتيرة المساعدات الحالية من الدول المختلفة لا تفي بالاحتياجات في ظل الوضع الإنساني الكارثي.

كما أشارت إلى وصول مساعدات للمناطق الشمالية بالقطاع للمرة الأولى منذ بدء العدوان، معربة عن أملها في زيادة وتيرة دخول المساعدات لإغاثة كافة مناطق القطاع.

Post Author: SafirAlChamal