يشتد الخناق على إسرائيل، وهو يحمل عناوين: غزة، جنوب لبنان وصنعاء، وهو بدأ يتبلور بوضوح من خلال الخسائر الاسرائيلية التي تنبئ بفشل ذريع للحملة البرية الصهيونية على قطاع غزة سواء عسكريا أو مخابراتيا.
كل المعطيات تؤكد أن ما ينتظر جيش الكيان الغاصب في شوارع غزة يفوق بكثير تصورات الحكومة الاسرائيلية الغارقة في رمالها المتحركة وفي مستنقع الخلافات الداخلية التي تضغط على نتنياهو.
ولا شك أن العملية الاستشهادية التي نفذت في مستشفى الرنتيسي تفتح الستار على مشهد جديد من شأنه أن ينقل تفاصيل المعركة الى مستويات كبيرة جدا لن يقوى جيش الاحتلال على تحمل تداعياتها، خصوصا مع تنامي وإرتفاع الأكلاف في غزة والتي لن تنفع معها سياسة التشدد في منع الاعلام الاسرائيلي من الحديث عن حقيقة هذه الخسائر والكشف عن العدد الحقيقي للقتلى وهو عدد كبير جدا ومرشح للإزدياد مع تطور المعركة البرية.
غزة هي جزء من الخناق المفروض على العدو الاسرائيلي الذي يواجه جزءً آخر من جنوب لبنان الذي تسطر فيه المقاومة الاسلامية ملاحم حقيقية وبطولية، فيها من الدقة والتقنيات العسكرية المتطورة ما يوجع العدو، ولعل وصف أحد القادة العسكريين الاسرائيليين ما يجري في الجنوب بأن “المقاومة الاسلامية في لبنان تحتل بالنار الشريط الحدودي في شمال فلسطين المحتلة” هو دليل آخر على أن اسرائيل كانت تقيم شريطا حدوديا مع لبنان لحفظ أمن مستوطناتها وقد إنقلب الأمر اليوم بالكامل، ولم يعد أحد من الاسرائيليين يستطيع الظهور أمام هذا الشريط.
أما صنعاء فلها قصة مختلفة، وليس تفصيلا منع التجارة الاسرائيلية عبر البحر الأحمر، عبر خطف السفينة التجارية وتوقيف طاقمها، وأي قراءة لتاريخ المواقف الاسرائيلية والاجراءات المتخذة منعا لهذه المسألة تدرك حجم الخناق الذي تمارسه اليمن على إسرائيل، ويؤكد في الوقت نفسه ان هذا الكيان يختنق وهو لم يعد قادرا على تحمل حرب إستنزاف فعلية تتطور بدقة ورؤية وإستراتيجية وتؤذن لنصر قريب.
يمكن القول، إن إسرائيل اليوم بلا أوكسجين، بالرغم من كل المجازر التي ترتكبها بما في ذلك قطع الأوكسجين عن الأطفال الرضع، صحيح أن الدماء الفلسطينية التي تسفك على يد الاحتلال غالية، لكن الصحيح أيضا أن إنقلاب المعادلات في الشرق الأوسط مسألة مؤكدة، في ظل تساؤلات تفرض نفسها لجهة: هل ستقدر أميركا على إنقاذ إسرائيل من المأزق القائم أو على إنزالها عن الشجرة؟..
Related Posts