على الطريق .. وداعاً طلال سلمان

إعتدت قراءة السفير يومياً، وكانت بالنسبة لي الواجب الجميل الذي ألجأ اليه كل يوم، أيام الدراسة والعطلة وأيام الامتحانات الجامعية، لم أتأخر يوماً عن قراءتها ومتابعة مقالاتها وأخبارها.
في أواسط التسعينيات تعرفت على الأستاذ طلال واعتدت اسبوعياً زيارة مكاتب الجريدة عند نزلة السارولا في الحمرا في بيروت عندما خصصت السفير صفحات اضافية لسفير الشباب وكتَّابها الذين اعتز بصداقتهم، فلطالما عبرت السفير عن الكثير من هواجسنا ولطالما اعتدنا أن نجد على صفحاتها المقالات والتحقيقات التي تغني معرفتنا وتصون عروبتنا وفي مقدمتها مقال الأستاذ طلال “على الطريق”، فكانت بحق .. جريدتنا.
كان طلال سلمان سفير لبنان الى الوطن العربي كما كان وسفيره الغراء سفراء الوطن العربي في لبنان.
عشق طلال سلمان فلسطين ودافع عن القضية الفلسطينية بشغف وإيمان راسخ بقدسيتها، كيف لا وهو العروبي الأصيل والصامد العنيد أمام كل محاولات الاغتيال التي طالته وطالت الجريدة العريقة التي استحقت أن تكون صوت الذين لا صوت لهم.
على صفحات السفير خطَّ ناجي العلي رسوماته الكاريكاتورية الناقدة الممهورة بتوقيع حنظلة والمدافعة عن فلسطين وعن حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى صفحات السفير تدرج وكبر العديد من الصحافيين والكتاب الذين عملوا في كنف طلال سلمان وتعلموا من تجربته الرائدة.
بقي طلال سلمان على الطريق ولم يتركه الى أن أتى وقت راحته بعد أن مهدَّه وعبدَّه لكل من أراد أن يسير عليه.
رحم الله الأستاذ طلال وحفظ لكل من عرفه الذكرى الطيبة والعطرة.

رغيد الأدهمي


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal