كانت أنظار أبناء عكار تتجه نحو الجنوب والبقاع لمتابعة تفاصيل العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 والذي طال البشر والحجر في همجية واضحة تمثل الحقد الصهيوني على لبنان بكل مكوناته وطوائفه ومذاهبه، وكانت منازل العكاريين مفتوحة لأهالي المقاومين وعوائلهم، وجهودهم تنصب على توفير سبل العيش الكريم لهم لتعزيز صمودهم في مشهد يجسد الوحدة الوطنية الحقة.
تضامن العكاريين مع مقاومتهم كما باقي المناطق اللبنانية اربك العدو الاسرائيلي الذي أيقن انه يواجه في عدوانه “الجيش والشعب والمقاومة” في ثلاثية يصعب عليه كسرها وتمهد للانتصار الذي انتهت اليه هذه الحرب.
في مثل هذه الأيام من تموز 2006، فجر العدو الاسرائيلي أحقاده وإجرامه في إستهداف عكار حيث أغار الطيران الحربي الصهيوني على عدد من المناطق العكارية، حيث قصف طريق عام حلبا –القبيات في منعطف الحوشب – الكويخات ما أدى إلى اصابة سيارة من نوع داتسون كان في داخلها ثلاثة أشخاص حيث إستشهد زياد عبود مرعب، واحمد حكم عمر (من بلدة خربة داوود)، فيما أصيب عمر أحمد عمر (عريف في الجيش اللبناني) بجروح خطرة ، كما أصيب وليد مرعب في سيارته الفان ونقلوا جميعهم إلى مستشفيات المنطقة.
الغارة في تلك الليلة أسفرت عن قطع هذه الطريق الرئيسية، لكن إرادة العكاريين كانت أقوى من العدوان فعملت الورش الفنية على تسويتها وفتحت عند الصباح.
كما أصاب القصف خطاً رئيسياً للهاتف من نوع “فيبر أوبتيك” بشكل كامل حيث قطعت الاتصالات الهاتفية عن عدد كبير من قرى منطقة الدريب الأوسط بما فيها القبيات وعندقت وشدرا والتليل.
ولم يكتف الحقد الاسرائيلي بالدماء البريئة التي سالت، فاستهدفت غارات أخرى جسر مزرعة بلدة الذي يصل منطقة الشفت بالدريب الأوسط عبر كوشا- ديرجنين- البيرة، حيث دمرت الصواريخ جسر البلدة بالكامل، وأحدثت حفرة عميقة جداً فيما لم يصب أحد بأذى، واستهدف الطريق عينه في مقابل بلدة البربارة – فسيقين بغارة عنيفة.
وكانت طريق عام القبيات – حلبا عرضة لغارة مماثلة عند محلة مرتمورة -القبيات الغربية، ما أدى إلى قطع الطريق بشكل كامل وعزل بلدة القبيات.
وكذلك قصف العدو الصهيوني الطريق العام عند نقطة القبيات – عندقت المؤدي إلى الحدود السورية وأكروم .
وتبعت هذه الغارة، غارات عدة على طريق عام عندقت- قرى جبل أكروم الحدوديتين والمؤدية إلى سهل البقاع عبر بيت جعفر ووادي خالد حيث قطعها القصف عبر صواريخ أحدثت حفرة كبيرة أخذت وقتا طويلا لردمها وإصلاحها.
في ذاك اليوم إمتزجت دماء العكاريين بدماء المقاومين وأهاليهم الذين كانت الغارات الصهيونية تستهدفهم على مدار الساعة في الضاحية والجنوب والبقاع، لكن ذلك ضاعف من قوة وعزيمة العكاريين الذين استمروا في الواجب الوطني في رعاية ضيوفهم من العائلات الجنوبية وسطروا مقاومة إنسانية إجتماعية وطنية حقيقة.
إعداد: سفير الشمال
غدا: هيئات المجتمع المدني الطرابلسي تتضافر لخدمة العائلات النازحة
Related Posts