ذاكرة تموز 2006.. أكثر من 15 ألف “ضيف” وتنافس بين طرابلس وأقضية الشمال على خدمة النازحين

لم يلغ النقاش السياسي بين المواطنين في الشمال، حول العدوان الإسرائيلي وأسبابه ودور المقاومة وأبعاد الحرب الجارية على لبنان، ذلك “الوجه الحامي” لأبناء مختلف المناطق والقرى الشمالية التي تسابقت لاحتضان إخوان اضطرتهم الظروف إلى مغادرة منازلهم هرباً من جحيم العدوان.
أظهر الشماليون بكل مناطقهم وفئاتهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية رغبة جامحة في تحمل جانب من عبء المواجهة، وفتحوا منازلهم حتى ضاقت بقاطنيها، ثم فتحوا مراكز مؤسساتهم والمدارس لاستيعاب العدد المتزايد من الوافدين إلى الشمال من كل المناطق اللبنانية.
وإذا كانت الإحصاءات الرسمية تتحدث عن نحو عشرة آلاف نازح في المدارس، فإن ثمة ما يؤكد أن عدد النازحين إلى منازل فتحت لهم يوازي نصف القاطنين في المدارس، لكن المفارقة أن النازحين إلى المدارس توفرت لهم إقامة مريحة جداً قال البعض إنها “خمسة نجوم”، خصوصاً في طرابلس التي احتضنت لوحدها أكثر من نصف النازحين إلى الشمال، وتأمنت لهم كل المستلزمات والحاجات المختلفة.
أما الذين تمت استضافتهم في المنازل فكان بعضهم يعاني من عدم اهتمام المؤسسات الرسمية بأوضاعهم، فتحركت الجمعيات والتيارات السياسية والجمعيات الأهلية والبلديات في مختلف مناطق الشمال لتأمين العون اللازم لهؤلاء الذين لا يوجد إحصاء رسمي بعددهم.
ويظهر أبناء الشمال روحاً عالية جداً من الاهتمام بأشقائهم من مختلف المناطق اللبنانية ويشاركونهم في الصمود من خلال التخفيف من حجم معاناتهم، من خلال اللجان التي تم تشكيلها من مختلف الهيئات والمتطوعين الشباب والنساء الذين غصت بهم مراكز استضافة النازحين حتى بات عدد العاملين في خدمة النازحين أكثر من النازحين أنفسهم في بعض هذه المراكز والمناطق التي كان أهلها يتسابقون للخدمة فيقيمون ما يشبه الحواجز “لاصطياد” النازحين قبل غيرهم من القرى واستضافتهم، حتى أن بعضهم بات يشعر أنه مصطاف وكاد ينسى المأساة… لولا شاشات التلفزة التي يتسمرون أمامها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal