يعجز أهالي بلدة القرقف عن تصديق ما يجري معهم، وهم الذين ظنوا أنه بتوقيف المجرم يحي الرفاعي (كان يشغل إمام مسجد البلدة وينتسب لدار الافتاء، ورئيس بلدية) الذي أقدم على قتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي مع نجله وثلاثة من أبناء شقيقته في 23 شباط الماضي، قد إستراحوا وقطعوا رأس الفتنة التي كانت ترهب البلدة وتستبيحها. وهو الذي عمل على التخطيط بدم بارد لقتل الشيخ ودفنه في حفرة بين النفايات على عمق ثلاثة أمتار، كما عمد الى تحويل المدرسة التي يملكها الى مستودع للأسلحة المتوسطة والثقيلة، فضلا عن الأسلحة التي صودرت وجرى مصادرتها من منزله، والكميات الهائلة من المحروقات والتي كادت أن تلهب البلدة وتبيدها عن بكرة أبيها لو شاء القدر أن إنفجرت
وبالرغم من فظاعة وهول الجريمة التي هزت الرأي العام في كل لبنان وتركت تداعيات مؤلمة، الا أن اللافت أن أبناء البلدة لا يزالون يعانون الأمرين من مكائد المجرم وعائلته، وآخر فصول عائلة يحي الرفاعي هو تقدمه من داخل سجنه بدعاوى ضد 30 شخصا من بلدة القرقف من بينهم مشايخ وأطفال لم يبلغوا السن القانونية، وذلك بتهمة سرقة منزله ومنزل شقيقته بعد أن توارت زوجته وشقيقته عن الأنظار إثر كشف الجريمة المروعة. وهي ليست المرة الأولى إذ قام بالادعاء سابقا على 70 شخصا كل منهم بتهمة مختلفة لدى مخفر برقايل.
“إن لم تستح فافعل ما شئت، يقول أبناء القرقف فالمجرم القاتل، قام بالادعاء عبر وكيله المحامي فادي الجميل من داخل سجنه على 30 شخصا من العائلات التي ليست من مناصريه متهما إياهم بسرقة محتويات منزله، ومنزل شقيقته، ألا يعلم أننا نشمئز حتى من ذكر إسمه فكيف لنا أن نمد يدنا على أي شيء يخصه، تقول إحدى الأمهات يوم أمس وهي تصرخ لتوقيف أبنائها في فصيلة درك مشمش.
“أنا طالب جامعة سنة ثالثة هندسة إتصالات، وكل أسبوع يتم إستدعائي من مخفر مختلف وبتهمة مختلفة، ولا لشيء فقط لأنني من مناصري الحقيقة ومحبي الشيخ الشهيد أحمد الرفاعي”، يقول الشاب طلال الرفاعي، مؤكدا أن التهمة الموجهة له هي القاء قنبلة على منزل عائلة شقيقة المجرم وأبنائها المجرمين المشاركين بالجريمة. ويضيف: هناك 30 دعوى وكل دعوى بتهمة مختلفة، أيعقل أن تصل الأمور لهذه المرحلة؟ كيف يمكن للقضاء أن يرضى بما يجري؟
حضر، خضر علي الطحش 45 عاما مع طفليه (10 سنوات و12 عاما)،الى المخفر في بلدة مشمش وذلك بعد أيام من استدعائهم أيضا الى مخفر برقايل، “لقد تم الادعاء علينا بتهمة السرقة وأنا أعمل وكيل أعمال لرجل نافذ وأؤتمن على أملاك لا تعد ولا تحصى، وأتهم بسرقة والخلع والكسر، ويقول: إن البلدة تغلي وعلى الدولة أن لا تعيد الكرة وتترك الأمور حتى يسيل الدم مجددا، بل عليها التحرك فورا ليس لاستدعاء من يدعي عليهم المجرم القاتل الذي كاد يؤدي بالبلد الى فتنة مع القوى الأمنية، وفتنة مذهبية طائفية، بل عليها التحرك لمحاسبته مع أعوانه على ما يقومون به”.
أما الشيخ محمد مصطفى التلاوي فيؤكد أن عائلة المجرم وعائلة شقيقته هم من قاموا بسرقة منازلهم وممتلكاتهم لاتهام أبناء البلدة بذلك وأفعالهم مكشوفة، مطالبا الدولة بالوقوف الى جانب عائلة الضحية بدلا من التنكيل بها”.
ومع توتر الوضع في بلدة القرقف، ترتفع المطالب بتجريد المجرم من كامل حقوقه المدنية، تماما كما إقدام دار الافتاء على طرده من الجهاز الديني، وكذلك فعلت وزارة الداخلية والبلديات، ولكن عدم إقدام القضاء على محاكمته بعد، يسمح له من داخل سجنه بالتمادي والحاق الأذى بالناس.
تصرفات الرفاعي، تركت صدمة لدى مشايخ عكار الذين أعربوا عن سخطهم لما يجري، مؤكدين اننا ظننا أنهم سيخجلون رفع رؤسهم أمام الناس طالما هم أحياء ولكن للأسف نراهم يتمادون بأفعالهم النتنة، التي لا تنم سوى عن حقد وإجرام ونكران للواقع ولما إرتكبوه من معصية.
ويدعو المشايخ القضاء للبت بهذه القضية التي تقشعر لها الأبدان، إذ لا يجوز بعد تكشف كل معالم الجريمة أن يبقى المجرمون من دون محاكمة ويتمتعون بحقوقهم كافة.
Related Posts