أسدل النائب ميشال معوض الستار على مسرحية ″الترشيح″ التي لعب دور البطولة فيها وإستمرت على مدار 11 جلسة نيابية، وفتح الستار على فصول مسرحية جديدة بذات الاسم والسيناريو والاخراج لكن هذه المرة من بطولة الوزير السابق جهاد أزعور.
وإذا كان النائب ميشال معوض قد غض النظر عن الاساءات الكثيرة التي وجهتها إليه القوى الداعمة له لا سيما القوات اللبنانية التي إستخدمت ترشيحه للمناورة السياسية تارة بإعلانه مرشحا وحيدا، وتارة أخرى بالحديث عن دعم مرشحين آخرين والتأكيد على أن سمير جعجع هو المرشح الطبيعي، وطورا باللجوء الى التعطيل، فإن ردة فعل الوزير أزعور لم تظهر بعد حول هذا الترشيح الملتبس.
فقد شكل إعلان ترشيح أزعور من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقوى المعارضة والقوات اللبنانية، إساءة واضحة وصريحة إليه لا يمكن لأي مرشح أن يتحملها، خصوصا بعد الحديث عن بدعة “التقاطع” على أزعور وليس التوافق، وأنه ليس مرشح التيار ولا المعارضة، ومحاولة التبرؤ منه ومن برنامجه والتنصل من كل ما يمكن أن يقوم به، ما أوحى وكأن أزعور مقطوع من شجرة ولا يجرؤ أي كان على تبني ترشيحه.
لا شك في أن طريقة ترشيح أزعور شكلت سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية، وطرحت سلسلة تساؤلات لجهة: كيف تريد القوى الداعمة لأزعور أن تصوّت له في مجلس النواب وأن تفرضه رئيسا على اللبنانيين لست سنوات من دون أن تتحمل مسؤولية خيارها أو أن تكون مسؤولة عن مرشحها؟.
وهل تريد هذه القوى أن تكون شريكة لأزعور في النجاح والتبرؤ منه في حال الفشل؟، وكيف تصوّت كتل نيابية لمرشح لا تتبنى برنامجه؟، وإذا لم يكن أزعور مرشح القوات ومرشح التيار والقوى المعارضة فمرشح من سيكون وبإسم من سيحكم اللبنانيين؟.
وكيف يرضى التيار والقوات بمرشح ليس له أي حيثية شعبية مسيحية طالما أن أحدا لا يريد أن يتبناه؟، وهل تريد القوى “المتقاطعة” أن تستخدم أزعور فقط لقطع الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟، أم أنها تريد تقطيع الوقت بإنتظار مناخات جديدة إقليمية ودولية تفتح الباب أمام فرص جديدة لبعض الطامحين؟.
هي إنتهازية سياسية تمارسها القوى المتقاطعة على أزعور، وفيها إستغباء واضح لكل شعب لبنان، وقد سبقتها الى ذلك القوات اللبنانية التي كانت توافقت مع التيار الوطني وعقدت معه تفاهما في معراب في العام 2016، وإنتخبت العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ثم تنصلت منه وتبرأت من إنتخابه وإنقلبت عليه، فإذا كان مصير التوافق الصريح والتفاهم الموثق على هذا النحو، فماذا ينتظر أزعور من “المتقاطعين” عليه وماذا ينتظر اللبنانيون؟.
في غضون ذلك، بدأ البطريرك الماروني بشارة الراعي العائد من فرنسا تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بينه وبين الرئيس ماكرون لجهة إطلاق حوار إستهل عبر زيارة قام بها المطران بولس عبدالساتر الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لتذليل العقبات أمام الاستحقاق الرئاسي، ومن المفترض أن يلتقي المطران عبد الساتر الرئيس نبيه بري خلال الساعات المقبلة، وقد آثر البطريرك أن يطلق الحوار من بوابة الثنائي الشيعي ليصبح أمرا واقعا ويستمر، وذلك بعد دعوات عدة سبق ووجهها للحوار سارعت القوى المسيحية الى تفشيلها.
وفي هذا الاطار، يبدو أن البطريرك الراعي غير متحمس لترشيح أزعور، وقد شكلت عظته يوم أمس الأحد خيبة أمل لدى “المتقاطعين” الذين كانوا ينتظرون منه موقفا داعما، لكن الراعي الذي سمع كلاما واضحا في الأليزيه ربما إقتنع بأن ترشيح أزعور ليس إلا نسخة طبق الأصل عن ترشيح معوض مع فوارق بسيطة.
Related Posts