لا جلسة نيابية إلا بوجود مرشحيّن جدييّن.. والكرة في ملعب المسيحيين!… غسان ريفي

تستمر المناورات السياسية التي يلجأ اليها الفريقان المسيحيان في الملف الرئاسي، حيث يحرص رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على استنفاد ما تبقى لديه من ابتزاز لحزب الله، وتقطيع الوقت بعدم اتخاذ قرار واضح وصريح حيال دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في حين يسعى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى استدراج باسيل الى ملعبه ومحاولة الضغط مع الكتائب على الرئيس نبيه بري للدعوة الى جلسة نيابية للانتخاب، وتوجيه الاتهامات اليه بإغلاق أبواب المجلس وتعطيل الاستحقاق.
في غضون ذلك، يجول بعض دعاة السيادة والاستقلال في العواصم الغربية لتقديم شكاوى على شركائهم في الوطن والتحريض لاصدار العقوبات بحقهم.
حتى الآن، ما يزال الغموض يلف تبني ترشيح جهاد أزعور، خصوصا ان ما يصرح به جعجع ونوابه عن توافق القوى المسيحية على أزعور وقرب صدور موقفا مشتركا يدحضه بيان تكتل لبنان القوي الذي تحدث عن اتصالات ومشاورات ومفاوضات مستمرة وعدم تبني مرشح تحدٍ.
علما أن هذا البيان صدر تحت ضغط نواب التكتل الرافضين لترشيح أزعور الذي قد يؤدي قرار باسيل بتبني ترشيحه الى تمردهم وربما خروجهم عن قرار رئيس التكتل والذهاب نحو خيار آخر خصوصا ان لديهم مرشحا هو النائب إبراهيم كنعان، الامر الذي سيتسبب بتصدع التكتل وإنقسامه وتراجع عدد الاصوات التي ستصب في مصلحة أزعور الذي لن يستطيع الوصول الى النصف زائدا واحدا.
وتشير مصادر سياسية مواكبة الى أن باسيل ما يزال يضرب أخماسا بأسداس، خصوصا أن تبنيه لأزعور قد يفقده آخر حلفائه ويعرض تكتله النيابي للانهيار، في وقت يتلقى فيه نصائح عدة بعدم الاقدام على خطوة من هذا النوع، لأن وقوفه الى جانب داعمي أزعور سيجعله واحدا من اربعة أطراف الى جانب القوات والكتائب والتغييريين الذين سيطالبون بحصصهم الوزارية والادارية في العهد الجديد، في حين أن عودته الى رشده السياسي سيجعله شريكا لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي تؤكد المصادر انه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ على مصالح باسيل ونفوذه الى جانب حزب الله الذي سيعيد وصل ما انقطع مع رئيس التيار الوطني الحر.
وفي هذا الاطار تؤكد مصادر عين التينة ل”سفير الشمال” ان “الرئيس نبيه بري لن يدعو الى جلسة نيابية الا إذا توفر مرشحيّن جدييّن أو أكثر، لأنه غير مستعد أن تضاف جلسات جديدة على الجلسات السابقة التي استخدمها بعض الخصوم ضده واصفين اياها بالمهزلة او بالمسرحية”.
وتقول هذه المصادر: “إن أحدًا لا يستطيع التهويل على الرئيس بري الذي لا تنفع معه التهديدات بالعقوبات او بغيرها ومن يلجأ الى هذا الاسلوب المستهلك فهو لا يعرف الرئيس بري”.
وتؤكد هذه المصادر أن “ابواب مجلس النواب ستكون مشرّعة ومفتوحة بمجرد الاعلان على الاقل عن مرشح جدي الى جانب فرنجيه الذي يصر الفريق الداعم له على ترشيحه وليس لديه أية خطة بديلة عن تسميته وليس بوارد التخلي عنه مهما كانت الظروف والمعطيات.
أمام هذا الواقع، ما تزال الكرة في ملعب القوى المسيحية التي تتخبط من دون ان يكون لديها موقفا موحدا، في وقت يعود فيه البطريرك الماروني من فرنسا بدعوة جديدة الى الحوار مع كل الاطراف، هذا الحوار الذي أفشلته القوى المسيحية نفسها في السابق، ما أضطر البطريرك الراعي الى الدعوة لجلسة صلاة وتأمل يبدو ان تأثيرها انتهى بمجرد خروج النواب المسيحيين من بيت عنيا في حريصا.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal