جثث وجوع وسرقة.. المعاناة مستمرة في السودان

يعاني الأطباء في مستشفيات سودانية من الجوع وهم يحاولون علاج المرضى، تُنهب المنازل، يُطلق الرصاص على الفارين، وتبقى الجثث في الشوارع لأيام خوفا من إطلاق النار على من يحاول انتشالها. هذا بعض ما سمعه، رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان من شهود عيان.

وصف نويصر مستوى معاناة المدنيين بسبب الاقتتال الدائر في السودان بالمهين والمأساوي وبأنه تدمير للبلد.

وعين المفوض السامي لحقوق الإنسان أواخر العام الماضي نويصر، بناء على طلب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات المرتكبة في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 والإبلاغ عنها.

وقد عقد الخبير الأممي اجتماعات أسبوعية عبر الإنترنت على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية مع ممثلي المجتمع المدني الذين ما زالوا في السودان وغيرهم ممن فروا إلى البلدان المجاورة.

واستمع نويصر إلى روايات وصفها بالمفزعة من أطباء يعانون من الجوع في المستشفيات وهم يحاولون علاج المرضى بدون توفر الأدوية المناسبة أو حتى الوقود لتشغيل المعدات الطبية.

كما استمع إلى شهادات عن تشريد المدنيين ونهب المنازل من قبل المقاتلين وتشتت العائلات وإطلاق النار على أشخاص أثناء محاولتهم الفرار وعن الفوضى على الحدود.

وتم إبلاغه أيضا بتزايد مزاعم حالات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي على أيدي رجال يرتدون الزي الرسمي، وعن جثث تُركت في الشوارع لعدة أيام يخشى أقاربها أن يتم إطلاق النار عليهم إذا حاولوا انتشالها.

وقال الخبير الأممي “يشعر الناس بالوحدة وبأنه تم التخلي عنهم في ظل الشح المزمن في الطعام ومياه الشرب والمنازل المدمرة والهجمات العشوائية في المناطق السكنية وعمليات النهب واسعة النطاق. البلد كله أصبح رهينة”.

وأدى القتال الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي إلى مقتل أكثر من 850 مدنيا وجرح أكثر من 3500 شخص ونزوح مئات الآلاف.

وذكّر رضوان نويصر الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تحتم حماية المدنيين من آثار أعمال القتال، وأشار إلى أن الأطراف فشلت حتى الآن فشلا ذريعا في هذا الأمر.

وشدد على أهمية إنهاء حالات الإفلات من العقاب وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان.

وأشار إلى وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه في 20 مايو الحالي، وناشد الأطراف احترامه والالتزام به بشكل فعال ومُجد، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، والالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

اتفاق الهدنة
وشهدت الخرطوم معارك وغارات جوية، ليل الاثنين الثلاثاء، رغم بدء سريان الهدنة التي تمتد أسبوعا بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي من المفترض أن تتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى السودان، وفق وكالة فرانس برس.

وأفاد شهود بسماع دوي نيران مدفعية في مناطق بالعاصمة السودانية، وتجول مركبات مدرعة في دوريات وتحليق طائرات حربية في سماء الخرطوم، مما يهدد الاتفاق الذي كان يمثل الأمل الأكبر حتى الآن في توقف طرفي الصراع عن القتال، وفقا لرويترز.

وقال سكان إن الخرطوم شهدت أجواء هادئة نسبية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، غداة بدء سريان وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة من السعودية والولايات المتحدة، والذي يهدف للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، حسب رويترز.

وبعد خمسة أسابيع من الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، اتفق الجانبان، السبت الماضي، على هدنة تستمر سبعة أيام بدءا من الساعة 09:45 مساء بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش)، الاثنين، بهدف تسهيل وصول المساعدات.

(الحرة)


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal