ما حقيقة دولرة المساعدات المالية النقدية للنازحين.. وماذا تقول الهيئات المعنية؟

في الوقت الذي نجحت فيه الحكومة بتوحيد الرؤية اللبنانية حول ملف النازحين وإخراجه من التجاذبات السياسية ووضع حد للتوترات التي حصلت على خلفيته، وفي ظل العمل الحكومي بتوجيهات من الرئيس نجيب ميقاتي على إعداد ورقة متكاملة حول هذا الملف تحاكي مقررات اللجنة الوزارية الامنية لتقديمها الى مؤتمر بروكسل في 15 حزيران المقبل وفي إطار الحملات المستمرة على الحكومة ورئيسها بعناوين مختلفة، سرت أخبار وشائعات مفادها ان الرئيس ميقاتي وافق على دولرة المساعدات المالية النقدية المخصصة للنازحين، وقد ادى هذا الخبر الى حالة من الارباك خصوصا انه تم توزيعه بعناوين مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي لجهة ان “الحكومة ليست جادة في معالجة ملف النازحين”.
وبعد اتصالات جرت على أكثر من صعيد، تبين ان الهيئات الدولية المعنية عادت الى اعتماد نهج كانت تتبعه في السابق وان الامر ليس جديدا”.
وقد سارعت الهيئات الدولية نفسها الى الرد على كل اللغط الحاصل في هذا الاطار، حيث صدر بيان مشترك عن نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات، عن إعادة تقديم المساعدات النقدية بعملة مزدوجة

بعد مشاورات حثيثة مع كلّ من النظراء المعنيين والرسميين في الحكومة اللبنانية والبنك المركزي في الأشهر الأخيرة، عادوا الأمم المتحدة وشركاؤها ليعتمدوا حاليّاً النهج السابق في تقديم المساعدات النقدية للاجئين وذلك بعملة مزدوجة، أي بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأمريكي.

ونظرًا للتحديات التشغيلية، ومنها التدهور السريع في قيمة العملة المحلية، والتقلبات المتزايدة في سعر الصرف، والضغط على المزود المالي في توفير كميات كبيرة من النقد بالليرة اللبنانية، أصبح من المستحيل على الأمم المتحدة والشركاء الاستمرار في تقديم المساعدات النقدية بالليرة اللبنانية فقط.

وبحلول نهاية عام 2022، كان تم تحويل معظم برامج المساعدات في لبنان، بما في ذلك البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً التابع للحكومة والذي يدعم اللبنانيين الأكثر فقراً، إلى الدولار الأمريكي أو بالعملة المزدوجة، مما يسمح للمستفيدين بنيل مساعداتهم النقدية إما بالدولار الأمريكي وإما بالليرة اللبنانية. واعتماد المساعدات للاجئين بالعملة المزدوجة يتماشى مع هذا النهج المتّبع.

هذا وتُعتمد برامج المساعدات النقدية بهدف توفير الحماية والمساعدة والخدمات للأكثر ضعفًا في جميع أنحاء لبنان. وتساعد اللبنانيين واللاجئين على تلبية كمٍّ متنوع من الاحتياجات الأساسية وتساهم في الاقتصاد المحلي من خلال الشراء مباشرة من الأسواق والمحلات التجارية المحلية. ولطالما استندت المساعدات النقدية المقدمة إلى الأشخاص المعرضين للخطر في جميع أنحاء لبنان على تقييم الاحتياجات التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي والاقتصادي كما وآليات المواجهة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal