لماذا كل هذا الحقد في التعاطي مع سليمان فرنجية؟!… ديانا غسطين

ستة اشهر ونصف الشهر مرّ على الشغور الرئاسي ولا يزال كل طرف يتدلل ويضع شروطاً تعجيزية للقبول بمرشح الطرف الآخر، وكأنهم يملكون ترف الوقت للمماطلة. وفيما لا مرشح جدّياً واكثر قبولاً لدى مختلف الافرقاء من رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، بات مستغرباً تعاطي خصومه السياسيين مع ترشيحه أو بالأحرى مع فكرة وصوله الى قصر بعبدا بكيدية وحقد قلّ نظيرهما في العمل السياسي اللبناني.
يوم اجتمع زعماء الاحزاب الأربعة تحت عباءة بكركي في العام 2016 قبل الانتخابات الرئاسية، واتفقوا على ان يكون رئيس الجمهورية قوياً في طائفته آخذين بالاعتبار القوة العددية لا غير، كانت النتيجة فشل اتفاق معراب الذي أوصل العماد عون آنذاك الى الرئاسة، ونكايات وكيديات وعرقلة للعمل السياسي أوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم.
وفي سياق متصل، تطرح طريقة تعاطي الافرقاء السياسيين المسيحيين وتحديداً القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر علامات استفهام عدة لناحية تعاطيهما مع ترشيح زعيم المرده سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. اذ يبدو ان الطرفين نسيا او تناسيا ان الرئيس القوي ليس عددياً فحسب بل يجب ان تتظهّر هذه القوة في ممارساته السياسية وطريقة تعاطيه مع خصومه قبل حلفائه.
واذا كان اخصام فرنجيه يعيبون عليه صغر كتلته النيابية، الا ان سلوكه السياسي يتجلى بوضوح في ممارساته. واذا كان التذكير ينفع ينبغي إعادة النظر في المحطات التالية:
– يوم تسلم سليمان فرنجيه وزارة الصحة وطيلة السنين التي كان فيها وزيراً عمل على تأمين الخدمات الاستشفائية والدوائية لجميع اللبنانيين من دون أي تفرقة بين الطوائف او الانتماءات الحزبية.
– يوم فتح قلبه للمسامحة واجتمع برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع (مخطط ومنفذ مجزرة اهدن في العام 1978) في الصرح البطريركي في بكركي وطوى صفحة اليمة كادت تدمّر المسيحيين.
– ومن ينسى حمايته لعناصر القوات اللبنانية يوم كان زعيمهم وراء القضبان ودعمه للمؤسسة اللبنانية للارسال حتى تستمر؟
سليمان فرنجيه ليس بحاجة لشهادة من احد، هو الآتي من مدرسة قدمت دماء لأجل بقاء لبنان وطنا “دائماً على حق”. وهو القادر بعلاقاته داخلياً وخارجياً على حل العديد من المعضلات اللبنانية وعلى رأسها النزوح السوري.
اما المشككين في قدرة فرنجيه على الحكم فينبغي عليهم ان يقرأوا التاريخ جيداً ويعودوا الى يوم وقف سليمان فرنجيه الجد سداً منيعاً بوجه محاولة تطبيق المداورة على الرئاسة الأولى (المؤتمر المنعقد في لوزان بعد احداث ٦ شباط ١٩٨٤).
هذا هو سليمان فرنجيه اللبناني المسيحي العربي والعروبي. لا يجب على احد التعاطي معه وكأنه “يهودي” فمن لديه القدرة على المغفرة بعيدا عن الضغائن هو اكثر من يؤتمن على بلد وشعبه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal