زخم لبناني لإعادة النازحين.. “بحبك يا سواري بس مش قد زندي”!… ديانا غسطين

في وقت عادت فيه عجلة الحياة السياسية الى الدوران متسلحة بإصرار عربي، إقليمي ودولي على إجراء الانتخابات الرئاسية تمهيداً للبدء بالإصلاحات وإعادة البلاد الى سابق عهدها، لا تزال قضية إعادة النازحين السوريين الى بلادهم تتفاعل بالزخم نفسه منذ عدة أسابيع خاصة وان الحرب قد انتهت منذ سنوات وباتت معظم الأراضي السورية آمنة وبالتالي أضحت عودة هؤلاء امراً واقعاً لا بد من تحقيقه رغم كل الضغوط الهادفة الى عرقلتها.
وفي السياق، أشار مسؤول ملف النازحين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي، الى ان “احد الأسباب الرئيسية لبقاء النازحين السوريين في لبنان هو الدول الأوروبية والمنظمات غير الحكومية التي تساعدهم. والأكيد انه ما ان تتوقف المساعدات عنهم حتى يغادروا جميعهم خلال اشهر قليلة”.
وأضاف: “لا يجب ان نبدو عنصريين ولسنا كذلك. حتى من يأخذ في بعض الأحيان مواقف متشددة، فهي نابعة من حرصه على لبنان. لقد وصلنا الى مرحلة حرجة. ما من بلد في العالم يستطيع استيعاب عدد نازحين يصل الى ٤٠٪ من عدد سكانه”.
وامل الساحلي بأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل ويتم تشكيل حكومة تكون أولى أولوياتها موضوع النازحين السوريين لأن “الوضع اضحى خطيراً اقتصادياً، امنياً، حتى لناحية البنى التحتية. لم نعد قادرين ان نتحمل”.
وشدد على انه “مع كامل محبتنا للاخوة السوريين الا ان الحلول في هذ الملف يحب ان تكون قاسية وحازمة. لا سيما وان 90٪ من الأراضي السورية باتت تحت سيطرة الدولة وآمنة. وقد كان لي تجربة شخصية منذ استلامي هذا الملف في إعادة بعض النازحين بالتعاون مع الامن العام اللبناني واستطيع ان أؤكد ان من يتم القبض عليه لدى دخوله الأراضي السورية هو اما صاحب سجل اجرامي واما كان مشاركا بطريقة مباشرة بالحرب. اما المعارضين السياسيين فلا احد يقترب منهم او يزعجهم”.
وحول الحلول الممكن اتخاذها فيجزم الساحلي ان “أي حل يجب ان يكون مؤقتاً اما الهدف الأساسي الذي ينبغي على الجميع العمل لاجله فهو إعادة النازحين الى سوريا بشكل كامل”.
اذاً، عملا بالمثل القائل “بحبك يا سواري بس مش قد زندي”، تتحرك مختلف الهيئات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبلديات للعمل على إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بالسرعة القصوى نظراً لتفاقم الأوضاع في لبنان. فهل تلقى مطالباتهم آذاناً صاغية لدى الأمم المتحدة ام ان اللبنانيين سيبقون يعانون من وزر الحرب السورية ويصيروا هم انفسهم لاجئين في وطنهم؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal