نظمت الرابطة الثقافية في طرابلس محاضرة حول كتاب” “المدينة السنية طرابلس: من المدينة الفاضلة الاسلامية الى الثورة اللبنانية” للكاتبة النروجية TINE GADE، وهو عبارة عن اطروحة لنيل درجة الدكتوراه، وذلك بحضور حشد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية.
بداية كلمة ترحيبية للصحافي المسشتار أحمد درويش الذي رحب بالحضور، وعدد مزايا الكاتبة والكتاب وأهميته، ثم بدأت GADE بعرض مضمون الكتاب، حيث أصرّت على التحدث باللغة العربية الفصحى رغم صعوبتها، علماً أن الكتاب باللغة الانجليزية، وسيصار الى ترجمته لاحقاً الى العربية.
ولفتت الكاتبة الى أن الكتاب يحلل قرنًا كاملاً من التنشئة الاجتماعية السياسية في طرابلس (1920-2020) ،مع التركيز على فترة ما بعد 2005.
عندما بدأت عملها الميداني في طرابلس في عام 2008 ، وبدأ الخطاب السياسي الطائفي (الخطاب المعادي للشيعة أو حزب الله) مع الحرب في العراق ، وبلغ ذروته لاحقًا في 2012/2013 ، متأثرا بالحرب في سوريا .
أضافت: “علاوة على ذلك ، شهدت طرابلس صعود وسقوط العديد من الجماعات المسلحة غير الحكومية التي تدعي الانتماء إلى الإسلاموية ، والجهادية في كثير من الأحيان.
ومع ذلك ، عندما أجريت مقابلات في طرابلس ابتداء من عام 2008 ، قال الكثيرون إن الإسلاموية آخذة في التدهور وأن الناس أصبحوا علمانيين بشكل متزايد.
علاوة على ذلك ، كانت معظم الحركات الإسلامية معتدلة وقبلت الدولة اللبنانية.
وطرحت عدة اسئلة مركزية في كتابها منها: هل طرابلس مدينة سنية؟ كيف تغيرت طرابلس بعد الثورة اللبنانية؟ هل حدثت احتجاجات في مدينة طرابلس اكثر من ما حدثت في العاصمة بيروت؟ وقالت: بدلاً من أخذ أي من هذه الظواهر ،(الإسلاموية والطائفية وما إلى ذلك)، كأمر مسلم به ، أقوم بتحليل أهميتها في مجتمع طرابلس ، بالاعتماد على الوصف الغني والروايات والتاريخ الاجتماعي والسياسي.
وأشارت الى أن تحليلها يستند الى بحث حول أزمة الدولة اللبنانية وحكمها ومن خلال دراسات حول استراتيجيات القيادة السنية في لبنان “كما أنني مهتمة بالدراسات حول الأزمة المعلنة للسلطة الدينية في الإسلام السني (مثال برنارد روجير ، المأساة السنية في الشرق الأوسط)، وقد وجدت أن الأزمة السنية في لبنان هي في الحقيقة أزمة دولة . وتخلص الكاتبة الى القول، ان طرابلس مدينة منفتحة بعيدة كل البعد عن التطرف والتشدد.
وهذا ما أكده النائب السابق الدكتور مصطفى علوش في مداخلته، مثنياً ما ذهبت اليه الكاتبة في أكثر من ملف، مع الاشارة الى انه كان للباحثة سلسلة لقاءات مع عدد من الشخصيات الطرابلسية لا سيما الدكتور علوش.
من هنا يخرج عملها عن الاطار النظري الصرف.
ثم كانت كلمة للاستاذ جورج أبو زيد عرض لأهمية طرابلس ودورها التاريخي والعيش الواحد فيها.
ختاما، كان نقاش بين الكاتبة والجمهور.
وقد بدا واضحاً “تعصب” الباحثة الموضوعي لطرابلس، المدينة التي أحبت، أكثر من البعض.. فتحية لهذا المجهود القيّم.
Related Posts