تأجيل الانتخابات البلدية يكشف المستور!..

كتب المحرر السياسي

أعطت الجلسة التشريعية أمس والتي إنتهت الى تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية لمدة سنة، مؤشرات خطيرة حول تدني مستوى الخطاب السياسي الى حدود اللاأخلاق لدى بعض اليائسين الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه سوى الصوت العالي والإساءات والافتراءات ظنا منهم أن ذلك يبقيهم على قيد الحياة السياسية.

والأخطر، هو محاولات الاساءة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي كونها تشكل إستهدافا مباشرا للموقع السني الأول في لبنان والذي يبدو أنه بدأ يقض بعض المضاجع ويُخرج أصحابها عن طورهم، ويتنافى ذلك أيضا مع منظومة القيم والأخلاق التي يتعاطى بها ميقاتي الذي مرر بكثير من الهدوء أمس رسائل سياسية قاسية أصابت مقتلا ممن يتخبطون في “هستيريا” غير مسبوقة بفعل تراجع النفوذ وضعف الحضور وتقلبهم في المواقف المتناقضة رفضا حينا وخضوعا أحيانا.

لا شك في أن ما حصل أمس كشف المستور، وأشار بوضوح الى الهبوط الأخلاقي الذي بدأت تتسم فيه الحياة السياسية في لبنان، بفعل مجموعةموّتورة هالها مستوى الفشل الذي وصلت إليه منذ ست سنوات وصولا الى اليوم ومحاولاتها اليائسة في أن تحمّل الآخرين مسؤولية جهنم التي وصلها اللبنانيون ويتحرقون بنيرانها ماليا وإقتصاديا وإجتماعيا وإنسانيا، ما جعلها منبوذة معزولة لا حليف لها، تتلهى بصراعاتها الداخلية التي بدأت تفاصيلهاتخرج الى العلن.

لم تترك هذه المجموعة مناسبة إلا وتشدّقت فيها برفض المشاركة بجلسات التشريع في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، إلا أنها حضرت صاغرة لتأجيل الانتخابات البلدية بهدف تحقيق مصلحة سياسية ولتجنب هزيمة قاسية في هذا الاستحقاق، ما يؤكد أن مقاربة هذه المجموعة لكل الملفات قائمة على المصالح الشخصية لرئيسها الذي يبدو أن له تلاميذ بالإسفاف السياسي، يسيرون على نهج متأصل يدفع كل حريص على البلد الى تجاهله حرصا على المصلحة الوطنية العليا، وعلى عدم إعطاء هذه المجموعة أي قيمة بالرد عليها، كونها تسعى الى إستدراج كل مكونات المشهد السياسي الى مربع اللاأخلاق المتواجدة فيه، وهذا ما يشكل مقتلا للبنان الرسالة والثقافة والحوار والدور والوظيفة.

تتجه هذه المجموعة الى عزل نفسها بنفسها، لتغرق في مستنقع أوهامها، وفي مشاريعها العقيمة الفاشلة، وفي آدائها الاستفزازي الذي مارسته في السلطة وما تزال تمارسه اليوم، تحت شعار المعارضة، محاولة بذلك رمي كل موبقاتها المتراكمة على الآخرين، واضعة نصب عينيها الاستمرار في إستهداف موقع رئاسة الحكومة، ومراهنة على أخلاق الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتجنب الصراعات والصدامات ويحرص على أخلاقية المشهد الوطني ويرسم خطواته السياسية وفقا لمتطلبات المصلحة الوطنية، وهو قد يرد اليوم الاساءات بإبتسامة أو برسالة، لكن القادم لن يكون كذلك لا من الرئيس ميقاتي ولا ممن يُمثل في حال إستمر هذا التطاول قائما.

لا شك في أن اليائس يلجأ دائما الى الشتائم والاساءات، وهذه المجموعة تعيش اليأس بكل مندرجاته فلا هي قادرة على التأثير، ولا هي مؤهلة لمواجهة الاستحقاقات، ولا هي صادقة في شعاراتها ومواقفها، ولا هي موضع ثقة اللبنانيين، ما يجعلها أسيرة عقدة الأقليات الموتورة والخطاب الغرائزي وشعبويتها الرديئة ظنا منها أن ذلك قد يرفع شأنا أو يجذب جمهورا بات بالنسبة لها كسراب يحسبه الظمآن ماء.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal