ثلاث مؤشّرات تؤكّد الإنهيار الحاصل.. الأيّام المقبلة أصعب!… عبد الكافي الصمد

ثلاث مؤشّرات أقتصادية ومالية مقلقة برزت في الأيام القليلة الماضية تركت إنطباعاً واسعاً وراءها بأنّ الأوضاع العامّة في البلاد ذاهبة نحو مزيد من الإنهيار، وبأنّ أيّاماً صعبة تنتظر اللبنانيين تفوق، بكثير، الأيّام الصّعبة التي مرّوا بها منذ بداية الأزمة قبل زهاء ثلاث سنوات ونيّف تقريباً.

المؤشّر الأول تمثل في ما كشف عنه الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف، الثلاثاء 7 آذار الجاري، من أنّ البنوك التجارية “لا تملك سيولة كافية للسداد للمودعين”، وهي عبارة مواربة تعني بأنّ المصارف قد أفلست، وأنه لم يعد بامكانها ضخّ الأموال في السّوق، وأنّ صغار المودعين سيكونون المتضرّر الأكبر لأنّ جنى عمرهم قد تبخّر.

أمّا المؤشّر الثاني والذي تمّ التداول به يوم أمس على نطاق واسع، ويوضح أنّ البلد قد أصبح مفلساً بشكل شبه كامل، فأفاد وفق المعلومات المتداولة بأنّ خزينة الدولة لم تعد تمتلك أيّ مبلغ بالعملة الصعبة، كما أنّ أرصدة حساب الخزينة العامة بالعملة الصعبة (اللولار)، أيّ الدولار غير النقدي، قد انتهت.

وأضافت المعلومات أنّ اوساطاً معنية تنتظر عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من إيطاليا، التي يزورها، من أجل الإتفاق مع مصرف لبنان على تحويل مبالغ في رصيد الخزينة العامّة من الليرة إلى الدولار على سعر صرف 15 ألف ليرة، لأنّ الخزينة العامّة باتت عاجزة عن تسديد أيّ مبالغ بالعملة الصعبة إلا من إحتياطي مصرف لبنان.

وفي حين أنّ المؤشّرين الأوّليْن دلّا على واقع الإفلاس المالي الذي وصلت إليه البلاد، فإنّ المؤشّر الثالث يوضح حجم التضخّم الذي بات يرخي بثقله على الإقتصاد المحلي، وهو يأتي كنتيجة طبيعية لشبه الإفلاس المالي والإنهيار الإقتصادي، فيتمثل في ما تحدثت عنه معلومات في السّاعات الأخيرة، بعدما كان يتردّد في الأشهر الماضية، وهو أنّ مشاورات تعقد على قدم وساق من أجل عقد جلسة تشريعية لتغطية طباعة ورقة المليون ليرة، لا سيما وأنّ ورقة الـ100 ألف ليرة باتت تكلف 6 آلاف ليرة للورقة الواحدة.

هذه المؤشّرات المالية والإقتصادية تأتي في ظلّ وضع معيشي خانق وواقع إجتماعي إقترب أو يكاد من الإنفجار، في ظلّ تقاعس رسمي تام، ونفض المسؤولين كافّة أيديهم من أيّ تبعات لهذه الأزمات وكأنّ الأمر لا يعنيهم، لا لمعالجة هذه الأزمات وتداعياتها الخطيرة جدّاً على كلّ الصّعد، والتي تهدّد مصير الكيان اللبناني في الصميم، وإنّما لإيقاف الإنهيار في مرحلة أولى، وإعطاء اللبنانيين فسحة من الوقت لأخذ النّفس، وضخّ منسوب من الأمل في نفوسهم وعقولهم، على أمل الإنقاذ الذي يحتاج جهوداً ووقتاً وإمكانات ليست متوافرة اليوم، ولو بحدّها الأدنى.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal