على وقع اشتداد الازمة المعيشية على المواطنين وسط انعدام وجود أي بادرة امل بقرب الحل الاقتصادي، ادار الافرقاء السياسيون محركاتهم الرئاسية بزخم، متحصنين بتصريحات وردود أظهرت الاصطفافات الجديدة التي ستساهم في ملء شغور الرئاسة الأولى.
اذ لم يكن اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تبني الثنائي الشيعي لترشيح زعيم تيار المرده سليمان فرنجيه للرئاسة هفوة. ف “مايسترو” السياسة اللبنانية عرف كيف ومتى يقطع طريق الوصول الى بعبدا على كل من قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يحتاج انتخابه الى تعديل دستوري، الامر المتعذّر بحسب رئيس المجلس، ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي بدأ حلفاؤه بالتخلي عنه، وما استدارة الموقف لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وضعضعة نواب التغيير الا دليل على ذلك.
وبإنتظار ان يختار فرنجيه توقيت اعلان ترشحه للرئاسة، بات واضحاً ان تصريحات بري وضعت خارطة طريق الى قصر بعبدا قوامها سليمان فرنجيه مرشحاً اوحداً لا بديل عنه.
الى ذلك، تشير المعلومات الى ان تطمينات عربية قد وصلت الى رئيس المجلس، سيما وانه كان قد عقد سلسلة لقاءات واتصالات بعيداً عن الاعلام، خلصت الى انه لا فيتو على اسم زعيم المرده خاصة وانه الأكثر قبولاً لدى المواطنين.
وفي السياق عينه، فإن بري مرتاح الى الموقف الغربي لا سيما الفرنسي والأميركي من سليمان فرنجيه. فالاميركيون والفرنسيون لا يهمهم اسم الرئيس بل يستعجلون انتخاب رئيس للجمهورية من اجل ملء الفراغ للحفاظ على الاستقرار ومنع الانزلاق الى فوضى تطيح بمصالحهم في لبنان وقد تتعداها الى المنطقة.
وتضيف المعلومات اليوم “خلي عينك على اليمن”. فالمملكة العربية السعودية بانتظار تسوية في اليمن مردّها الى تشابك المصالح الأميركية – الإيرانية في كل من اليمن والعراق ولبنان وسوريا. فظهور اية مؤشرات إيجابية حول تسوية في اليمن حتماً سيفتح باب الحل في لبنان.
اذاً، بالنسبة للرئيس نبيه بري ومن يمثل (الثنائي الشيعي) لا يوجد الا مرشح حقيقي واحد لرئاسة الجمهورية هو سليمان فرنجيه، الا اذا قام الطرف الآخر أي المعارضة بطرح اسم جديد. وقد دعاهم رئيس المجلس الى ذلك امس حين قال “رشحنا فرشحوا ولننتخب”.
في الخلاصة، اضحى اكيداً ان تسوية اقليمية تتحضر ومن بنودها الملف الرئاسي اللبناني، خاصة وان الحرب مكلفة ولا احد يريدها الا اذا قرر العدو الإسرائيلي المغامرة بالاعتداء على لبنان او ايران.
هي مسألة وقت اذاً حتى يرفرف العلم اللبناني مجدداً فوق قصر بعبدا معلناً وصول رئيس من الشعب يعيد الانتظام الى الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد
Related Posts