لبنان يُحتضر.. فأي رئيس يريد الشعب؟… ديانا غسطين

فيما الحياة الكريمة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ينتظر اللبنانيون وحياً الهياً ينير عقول اهل الحكم ويحييَ ضمائرهم فيتحاورون ويتوافقون على انتخاب رئيس ينقذ ما تبقّى من الجمهورية. فعن أي رئيس نتكلم وماذا يريد اللبنانيون؟

في السياق، تُجمع الأغلبية على ضرورة ان يكون “سيّد بعبدا” المقبل بعيداً عن شبهات الفساد والصفقات الداخلية والخارجية على حد سواء. والاهم هو ان يكون لبنانياً قولاً وفعلاً، يتعاطى مع المجتمعين المحلي والخارجي بإنفتاح وتفهّم، ويعامل مواطنيه وفق قاعدة المساواة فلا يميّز بين الطوائف او المذاهب او حتى المناطق.

الى ذلك، من الضروري ان يحمل الرئيس المقبل برنامجاً اقتصادياً. فالازمة المعيشية الحالية وان كانت تستلزم حلاً سياسياً في الدرجة الأولى لا يمكن ان تنتهي بدون تسلسل زمني تحدده رؤية اقتصادية على المديين المتوسط والبعيد، تنطلق من إقرار الإصلاحات الاقتصادية الضرورية والمطلوبة دولياً، ولا تستثني إقرار القوانين الموجودة في ادراج مجلس النواب مع الحرص على تطبيقها بشفافية وفعالية وصولاً الى النتائج المرجوة منها، لا سيما استعادة ثقة المستثمرين والدول المانحة.

وعلى خطّ متوازٍ، تقع على عاتق الرئيس المقبل مهمة صعبة تتمثل في العمل على إعادة النازحين السوريين الى بلادهم، لا سيما وان الحرب في سوريا انتهت وعاد الانتظام الى الحياة اليومية فيها. فمن غير المبرر استمرار هذا الدعم الاممي الهادف الى إبقائهم في لبنان ودمجهم في مجتمعه في وقت الاجدى بمن يكترث لأمرهم ان يعيدهم الى وطنهم ويساعدهم في إعادة اعماره.

سياسياً، يتوقّع المواطنون من رئيس جمهوريتهم العتيد ان يجمع مختلف الافرقاء على طاولة حوار وطنية، يشارك فيها الجميع بعيداً عن النكايات السياسية، بهدف مناقشة الأمور الخلافية والعمل على تقريب وجهات النظر، خاصة فيما يتعلق بسلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية. كذلك، يأمل الناس ان يعيد الرئيس الجديد تصحيح مسار العلاقات مع الدول العربية من دون استثناء، وتوطيدها مع الدول الأخرى سواء كانت شرقية او غربية، فضلا عن رئيس يحاور سوريا ويتعاون معها في ملفيّ النازحين والترسيم برا وبحرا.

في الخلاصة، ينتظر اللبنانيون انتخاب رئيس يفهم هواجسهم، يشعر بمعاناتهم، رئيس يلتزم بالعهود والمواثيق وبالشراكة الوطنية، يعمل على انقاذ لبنان من كبوته..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal