كان شعار “لوحدنا” الذي رفعه النائب جبران باسيل خلف مقعده خلال المؤتمر الصحافي الذي أطل فيه على اللبنانيين يوم أمس الأول الأحد، كفيل بالتأكيد أن رئيس التيار الوطني الحر يسعى الى رفع السقف في وجه حزب الله وصولا الى التلويح سلبا بتفاهم “مار مخايل” مستغلا ومستفيدا في الوقت نفسه من موقف السيد حسن نصرالله الذي أكد “أننا لا ننزع يدنا من حليفنا إلا إذا بادر الى نزعها هو قبلنا”.
لم يكتف باسيل بالتلميح، بل سارع الى التصريح بإنتقاد حزب الله وإتهامه بفرض رئيس بالتخويف، وهو كلام لا يختلف عن تصريحات ألدّ خصوم حزب الله في لبنان، والذين لا يستبعد مراقبون أن ينضم باسيل إليهم في حال وجد أن مصلحته قد إنتهت مع الحزب بعدم دعم ترشيحه الى رئاسة الجمهورية، وحينها يكون لا داعي للاستمرار بتفاهم مار مخايل الذي يبدو أن باسيل يريده فقط لتحقيق مصالحه.
وما يؤكد ذلك، هو أن اللقاء الذي عقده باسيل مع وفد حزب الله في مقر التيار في ميرنا الشالوحي شكل مناسبة للحديث في جملة مواضيع، أبرزها الرئاسة والحكومة والتفاهم، حيث رفض باسيل طروحات حزب الله في ترشيح سليمان فرنجية، وإنتقده بشدة لمشاركته في إجتماعات الحكومة، وطالب بمراجعة التفاهم وتطويره وفق أسس جديدة.
وتقول المعلومات أن وفد الحزب عبر عن إنزعاج من مضمون كلام باسيل الذي تقصد بالشكل أيضا التعامل مع الوفد بشيء من التعالي لجهة طريقة الجلوس إضافة الى عدم إستقباله أمام المقر وإنتظاره في قاعة الاستقبال، وقد ذكر الوفد باسيل بالتقديمات التي حرص حزب الله على تأمينها لباسيل من إنتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، ودعمه في كل الحكومات، والقبول بقانون إنتخابي خدم التيار الوطني الحر وأعطاه أكثرية نيابية، فضلا عن الاحراج الذي تسبب به باسيل للحزب مع الرئيس نبيه بري ومع سائر الحلفاء الذين طلب منهم في بعض الأحيان التنازل لإعادة رأب الصدع مع باسيل، إضافة الى الكثير الكثير من الخدمات على مدار 16 عاما في الحكومات وفي المؤسسات والوزارات والدعم السياسي المطلق.
وأكد وفد حزب الله بأنه لم يقصر يوما مع التيار الوطني الحر ورئيسه الذي يطلب منه اليوم أن يتواضع قليلا، لافتين إنتباهه الى أن الحزب يأخذ ويعطي ويناقش في كل المسائل إلا في حقوق الناس، لأن ذلك يناقض الفكر والمبادئ والخطاب.
وبالرغم من عدم الوصول الى أي توافق لا في الرئاسة ولا في الحكومة، فإن الحاج حسين خليل تحدث أمام وسائل الاعلام بإيجابية عن اللقاء، مؤكدا ما جرى إبلاغه لباسيل خلال الاجتماع بأن الحزب متمسك بالتفاهم ولا نية لديه لفرطه أو إنهائه، وأن يده كانت ولا تزال ممدودة لباسيل كما لسائر الحلفاء.
يبدو واضحا، أن باسيل يحاول إحراج حزب الله بكثير من المواقف العالية السقف، وصولا الى وضع تفاهم مار مخايل على المحك أو على حافة الانهيار، واللافت أن الحزب آثر مع قياداته وكوادره ومناصريه عدم الرد على باسيل، ما يشير الى ضبط نفس يمارسه الحزب ويفرضه على الجميع لعدم إنزلاق العلاقة بينه وبين التيارالى الأسوأ، عسى أن ينتهي باسيل من عمليات شد العصب المسيحي والشعبي التي يمارسها بدلا من حضور ونفوذ ضائعين.
Related Posts