يتابع الخصوم الكثر لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل الأصدقاء همروجته الجديدة في تنفيذ سلسلة من اللقاءات غير المتوقعة (ذهب بعض المتابعين الى حد وصفها بالبهلوانية أو الولدنات).
ظن الرجل يوماً انه يستطيع ان يحرك باصبعه السياسة في لبنان، فاذا به يدور على نفسه ويستجدي الاجتماعات السرية لعله يستطيع محو أخطاء قاتلة كانت كافية لـ “مرمغة” مستقبله السياسي بوحول مواقفه غير المحسوبة النتائج، وأفضت الى نتائج عكسية لما كان يُخطط له منذ أن قدم “أوراق إعتماده” لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون عندما كان منفياً في العاصمة الفرنسية ليحتل بعد ذلك موقع الصهر المفضل لدى الجنرال ووريثه الوحيد بدون اي عائق أو منازع، وما يزال.
بالأمس كشف الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون للمرة الأولى أنّ تفاهم مار مخايل “جبران عملو” مع “حزب الله”، واليوم يريد تعديله وتطويره وأنا أؤيده في ذلك”.
قبل أربع سنوات بالتمام والكمال وعندما كان باسيل وزيراً لخارجية لبنان وعشية الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لعيد الاستقلال، استأذن، من أمام لوحة “جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان” في وادي نهر الكلب الأثري، نواب كسروان، لـ “وضع لوحة عن الانسحاب السوري من لبنان”، وبذلك “ينسجم مع تاريخه” كما تمتمت شفاهه. الأمر الذي اعتبره ممن ينتظرون إخفاقاته أنه قد حقّق لهم حلمهم الذي ينتظرونه منذ أينع نشاطه السياسي. لأن الجيش السوري لم يكن بنظر حلفائه يوماً جيش إحتلال بل جيشاً يمثل إرادة الدول العربية مجتمعة والتصويب عليه من هذه الزاوية لن تمر مرور الكرام.
ولأيام مضت خرج الرجل من ثيابه مرة أخرى عندما شكك بمصداقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبذلك فهو في المفهوم الديني لبعض المذاهب قد “خرج” عن المسار المرسوم ولم يعد داخل الإطار ويصح “سحبه” من التداول.
ففي آخر إطلالة تلفزيونية له اعتقد مناصروه والملتزمين بتياره أنه شرب فعلاً “حليب السباع” وسيقلب الطاولة بوجه الحلفاء. لكن الجميع فوجئوا أنه تراجع اكثر من خطوة الى الوراء فهو قدم اعتذاراً للسيد حسن على خلفية انه لم يكن يقصده في التشكيك بالمصداقية. مكتفياً بالتلويح ان “إتفاق مار مخايل” بات على المحك!
وفي المفهوم العسكري المتداول لدى العشائر والعائلات أن من يسحب السلاح ولا يرمي فوراً فهو جبان لا بل سيكون عرضة للتصويب من قبل الخصم وربما في وسط الجبهة الأمامية وليس على الأرجل فقط. وبالتالي فإن “الصهر العزيز” ليس مُدَرباً على استعمال السلاح (وبخاصة إذا كان تكتيكيا أو استراتيجياً) كما العديد من الأفرقاء على الساحة اللبنانية. وأن البراعة في المناورات لا تكتمل في التهديد والوعيد بل في التنفيذ عند الحاجة. لأن من يرفع صوته في مثل هذه المناسبات كالذي يمر قرب القبور ويحاول طرد الخوف عن نفسه.
Related Posts