بين رغبات المانحين وقدرة الجمعيات يتحول اللبنانيون الى فقراء!… مرسال الترس

بعد يوم وآخر منذ ثلاث سنوات يتحول اللبنانيون الى فقراء لا بل الى معدمين، متسولين الدواء والطبابة، وربما المواد الغذائية على أعتاب المنظمات الدولية التي لا تضع اللبنانيين في أولوياتها كما يبدو من سياق المؤشرات الاجتماعية التي تُترجم في المجتمع اللبناني الذي تحوّل خلال بضع سنوات من مجتمع “مرتاح مادياً” يعيش برواتب مرتفعة تضاهي مواطني أغنى الدول النامية، الى مواطنين يتمنون أن يتشبهوا بقاطني (دول العالم الرابع أو الخامس إذا كانت موجودة) وليس الثالث فقط.

مناسبة هذا التحليل هو ما يعانيه المواطنون في لبنان على ابواب المستشفيات لتأمين طبابتهم، وعلى أعتاب الصيدليات لتأمين أدويتهم ولاسيما الخاصة منها بالأمراض المزمنة، وصولاً الى إعلان رابطة كاريتاس لبنان مطلع هذا الأسبوع عن وقف برنامجها الصحي لدعم المرضى الى أجل غير معلوم. بعدما فاق ما انفقته السنة الماضية المليون دولار أميركي واربعين مليار ليرة لبنانية، الأمر الذي اضطر رئيس الرابطة الأب ميشال عبود الكرملي الى توجيه نداء عاجل الى المغتربين والمحسنين كي ياخذوا ما يحصل في لبنان بعين الاعتبا، ويضعوا في أولى اهتماماتهم مساعدة أهلهم عبر المنظمات التي يرونها مناسبة، ولاسيما منها رابطة كاريتاس لبنان التي احتفلت بيوبيلها الخمسين هذه السنة في العمل الانساني حتى باتت مضرب مثل على السنة السياسيين كونها مجلية في العطاء بدون مقابل.

جريدة “سفير الشمال” تواصلت مع الأب عبود الذي أكد التصميم على العمل مهما تنوعت الضغوط وأشتدت، وأكد رداً على سؤال أن الرابطة لم تتأخر يوماً عن مساعدة أي ملتجئ اليها بدون أن توجه إليه أي سؤال عن منطقته أو طائفته أو مذهبه. مشدداً على وجوب رفع مستوى التنسيق بين الدولة والجمعيات والروابط التي تبغي مساعدة المواطنين حتى تتوزع المساعدات على المحتاجين اليها فعلاً.

وحول الانتقادات التي توجه الى الرابطة على انها تفضّل النازحين السوريين وبقية أفراد العمالة الأجنبية على اللبنانيين يقول: دائماً الشجرة المثمرة تُرشق بالحجارة، مؤكداً أن الرابطة تلتزم برغبة الواهب. فإذا رغب شخص ما تقديم مبلغ من المال لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص فلا يحق لنا ان نقدم المبلغ لمسن أو شاب يرغب بالزواج. وهكذا تعتمد علينا العديد من المنظمات الدولية لتقديم المساعدة المالية والعينية للنازحين السوريين او سواهم من الجنسيات، ولأن مصداقيتنا في الميزان فنحن نلتزم بما يُطلب منا، إضافة الى ما نقدمه للمواطنين اللبنانيين منذ خمسة عقود متتالية كمنظمة ملتزمة بالمبادئ الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية. والذي على أساسه بتنا مضرب مثل لأعمال الخير. لافتاً الى أن ميزانية كاريتاس السنوية تقارب العشرين مليون دولار ولديها ثمانمئة موظف وألفين وخمسمئة متطوع.

وعليه يختم الأب عبود، فان الرابطة تقوم بما تنص عليه القوانين كالعديد من الجمعيات التي تشبهها ولكنها جميعاً لا تستطيع أن تحل محل الدولة مهما بلغت ميزانياتها!.. 


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal